مدير عام «محروقات»: مشروع البطاقة الذكية بدأ.. وبرنامج زمني لتعميمه على بقية القطاعات

لا يخلو الحديث عما سمي بالبطاقة الذكية من تساؤلات مشروعة طرحتها التداعيات المباشرة وغير المباشرة للتجربة في أشهرها الماضية وتحديداً منذ بداية أيلول بحكم تعميمها على المؤسسات الحكومية، بعضها له مبرراته ومسوغاته من أرض الواقع، حيث غابت عن التجربة مشاهد وإجراءات تحضيرية كان يفترض أن تكون سابقة للمشروع مثل تأمين محطات وقود كافية وترويج لثقافة استخدامها وغيرها.‏

فيما بعضها الآخر كان ناتج في جزء منه عن عدم توفر المعلومات الكافية للمشروع وحيثياته بين هذه وتلك وانطلاقا من نقص عدد محطات الوقود المؤهلة في التعامل مع بطاقة المحروقات الذكية وتأخر في تسليم البطاقات للمؤسسات والجهات في القطاع الحكومي في الأشهر الثلاثة الاخيرة اخذت تتدافع الأسئلة وتتزايد لدى من استلم البطاقة ومن سلمت مؤسساتهم البيانات المتعلقة بمركباتها للجنة متابعة مشروع البطاقة الذكية في وزارة النفط_ الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (محروقات ) .‏

 

ولأن تطبيق استخدام البطاقة يطال شريحة واسعة ولما يعول على المشروع من غايات عريضة في مقدمتها تغيير الاليات المعتمدة بما يفضي الى تقليص الهدر و اغلاق منافذ الفساد التي كانت تحصل بين البعض من عناصر المحطات والمتعاملين بالقسائم .. طرحنا» بعضا من الاسئلة المثارة على المهندس علي غانم مدير عام محروقات رئيس لجنة المتابعة باعتباره من أطلق فكرة البطاقة التي تحولت إلى مشروع وطني، وكان هذا اللقاء.‏

 

ما المغزى من اعتماد البطاقة الذكية؟‏

 

اعتماد البطاقة هو ضبط لآلية من آليات العمل لأنه لا يمكن ان يحد من الهدر وينهي حالة الفساد في اية مؤسسة طالما هناك ثغرات في آليات العمل واهمها اعتماد الارتجالية وغياب التوثيق والدقة في حساب المدخلات وما يطرأ على المخرجات من نتائج ايجابية.‏ وقدم لنا التطور العلمي والقفزات المتسارعة في مجال الاتمتة والبرمجيات مجالات واسعة لاعتماد آليات تعزز الشفافية والوضوح وتنقل حركة العمل الى النور والابتعاد عن كل ما من شأنه افساح المجال لنمو الفطريات السامة والمعرقلة لصيرورة الحياة السليمة.‏ ويعتمد تطبيق نظام البطاقة الذكية بشكل رئيس على إلغاء العمل بالقسائم وكافة السلبيات المرافقة لها واعتماد أتمتة المحطات وحركة الآليات وتعامل كوادر الشركة فيما بينها وبين اصحاب المحطات المتعاقدة مع الشركة ومستفيدي الخدمة ما يعزز الدقة في العمل ومعالجة اية شكوى وانصاف صاحبها.‏

 

هناك من يقول إن العامل على المضخة وصاحب المركبة لا يمكن ضبطهما؟‏

 

كل حلقات العمل وضعت لها ضوابط تمنع الانحراف ومنها العلاقة بين المزود والمتلقي للخدمة فحامل الفرد ليس هو من يقرر بكبسة يده تدفق مادة البنزين او المازوت الى الدبو (خزان) المركبة لمجرد وضع البطاقة الذكية (الممغنطة) لأن هناك (كود) سيتم وضعه على الدبو يتطابق مع البطاقة الخاصة بالعربة وفي حال التطابق يتدفق الوقود من الفرد.‏ وتطبيق هذه الميزة هي المرحلة الثانية من المشروع وسيصار خلال الفترة القادمة الى تطبيق الخطوة على الجهات التي التزمت بتطبيق البطاقة الذكية.‏

 

ما هي المراحل التي مر بها المشروع قبل الاقلاع بتزويد طالب الخدمة؟‏

 

تم بتاريخ 10/6/2009 الاعلان عن استدراج عروض لتأهيل الشركات التي ستقوم بتزويد الوقود عبر البطاقة بدلاً من القسائم التي سبق تطبيقها منذ فترة وفي 11/7/2010 تم التعاقد مع ثلاث شركات.‏ وجاءت الموافقة على اعطاء امر المباشرة باقلاع المشروع بتاريخ 16/5/2011 ولكن ظروف الازمة التي تعيشها البلاد اخرت الاقلاع حيث صدر بتاريخ 2/10/2012 تعميم يقضي بالاقلاع التدريجي للمشروع على ان تكون البداية في مدينة دمشق.‏ بالفعل بدأ العمل بالبطاقة 1/12/2013 حيث تم اعتماد البطاقة الذكية في وزارة النفط بتاريخ 1/4/2014 وفي مرحلة ثانية اعتمدت البطاقة في مؤسسات وزارة النفط في باقي المحافظات.‏ وجاء الاقلاع الفعلي للبطاقة في 2/6/2014 حيث صدر تعميم عن رئيس مجلس الوزراء وتبعه في اليوم التالي تعميم اخر يقضيان بموافاة لجنة المتابعة بالوزارة بلوائح الاليات في الجهات العامة كافة تمهيداً لتطبيق البطاقة.‏

 

ما هي المحطات التي تقدم خدمة البطاقة الذكية بدمشق والمحافظات؟‏

 

في مدينة دمشق هناك محطات المزة الحكومية وبرزة الحكومية وغرب الميدان الحكومية والازبكية الحكومية ودمر الحكومية والمزة شيخ سعد والوليد في الحجاز فيما تم ايقاف الخدمة بمحطة دمر بسبب تغيير المستثمر ويتم تأهيل محطة بديلة للقيام بهذه الخدمة.‏ وفي ريف دمشق محطتان الاولى في جرمانا والثانية في حرستا وفي طرطوس محطة شركة محروقات ومحطتا المجد في بانياس والسعادة وفي اللاذقية محطتا الشاطئ والجامع وفي حمص محطة الشعلة ومعمو وفي السويداء محطة بلان وفي حماة محطة شركة محروقات.‏

 

ماذا عن محطات الاستهلاك الذاتي؟‏

 

هناك محطة بوزارة النفط ومحطتين في وزارة الكهرباء في باب شرقي ومحطة في محافظة دمشق اما محطة مصفاة بانياس فهي قيد التعاقد.‏ وبذلك يكون عدد المحطات العاملة بدمشق 7 محطات عادية وثلاث للاستهلاك الذاتي فيما يوجد اثنتان في كل من ريف دمشق واللاذقية وحمص وثلاث محطات في طرطوس ومحطة واحدة كل من السويداء وحماة ليصبح المجموع 21 محطة.‏ هناك شكاوى عديدة لجهة وجود مسافات طويلة بين بعض المحطات؟‏ التوسع بتأهيل المحطات قائم فخلال ثلاثة اسابيع سيدخل الخدمة سبع محطات مؤهلة لتطبق البطاقة موزعة في جرمانا وصحنايا وجبلة وصافيتا وحمص واللاذقية.‏ وفيما يتعلق بالمحطات القائمة تم توسيع الخدمة في خمس محطات بدمشق حيث هناك مضختان للبنزين في كل من محطات الازبكية والمزة ودمر وغرب الميدان وبرزة ومضختان للمازوت في دمر ومضخة واحدة في كل من غرب الميدان وبرزة.‏ ومن المقرر ان يدخل خدمة البطاقة الذكية خلال شهري تشرين الثاني وكانون الاول اي مع نهاية العام الحالي محطتان في كل من دمشق وريف دمشق واللاذقية وطرطوس وحمص وحماة والسويداء وبذلك يصبح العدد الاجمالي 39 محطة.‏

 

كيف هو التجاوب من قبل الجهات الرسمية مع انطلاقة المشروع؟‏

 

هناك تجاوب جيد من قبل الجهات الرسمية ومتابعة يومية من قبل لجنة المشروع لتأمين المعلومات المطلوبة حول آلية العمل بالبطاقة الذكية.‏ ويبدو واضحاً ان الجهات الرسمية اضحت على بينة ان تطبيق البطاقة يسير قدماً باتجاه استكمال المشروع خلال فترة قصيرة ولن تمنع الظروف الطارئة على البلاد من التطبيق الكامل.‏

 

كم عدد الجهات التي استلمت البطاقة الذكية لاستجرار المحروقات؟‏

 

وصل عدد الجهات المستخدمة لنظام البطاقة 574 جهة رسمية لديها 12085 مركبة ففي دمشق 213 جهة لديها 5349 مركبة وفي ريف دمشق 54 جهة لديها 1486 مركبة وفي اللاذقية 67 جهة لديها 1567 مركبة وفي طرطوس 120 جهة لديها 1573 مركبة وفي حمص 71 جهة لديها 1389 مركبة والسويداء 33 جهة لديها 389 مركبة وفي حماة 37 جهة لديها 332 مركبة.‏ وماذا عن التوسع بمحطات الاستهلاك الذاتي؟‏ وصل عدد الجهات التي ارسلت بيانات بمحطات الاستهلاك الذاتي الى لجنة المتابعة 181 محطة تخدم 14154 مركبة منها 5665 عاملة على البنزين و8489 على المازوت وتوزعت المحطات الى 28 دمشق و37 في ريف دمشق و9 بالسويداء و21 في اللاذقية و24 في طرطوس و34 في حمص و28 في حماة.‏

 

وما هو عدد البيانات الواردة حتى تاريخه من الجهات الرسمية؟‏

 

تقوم اللجنة باستلام البيانات من الجهات الرسمية تباعاً ووصل لغاية 24/10/2014 عدد الجهات التي سلمت بيانات بالآليات لديها الى 839 جهة وعدد الآليات 26622 مركبة منها 18541 يعمل على البنزين و8081 مركبة تعمل على المازوت وتتوزع الجهات في دمشق الى 234 وريف دمشق 97 والسويداء 101 واللاذقية 108 وحمص 101 وحماة 70 فيما جاءنا من بقية المحافظات بيانات من 83 جهة لديها 1022 مركبة منها 749 يعمل على البنزين و237 يعمل على المازوت.‏

 

هل لديكم رقم عن الوفر المحقق من اعتماد المشروع؟‏

 

بالتأكيد هناك رقم موثق للكميات التي لم تستجرها المركبات خلال اشهر آب وأيلول وتشرين الأول من هذا العام وفيما يلي جدول يوضح الوفرات وعدد العمليات لمادتي البنزين والمازوت.‏

 

هل هناك خطة للتوسع بتطبيق البطاقة الذكية؟‏

 

تطبيق البطاقة الذكية لن يتوقف على المؤسسات الرسمية بل بدأنا بخطوات عملية لاعتماد البطاقة في تزويد المنشآت الصناعية بهدف تسهيل وصول المحروقات للمنشآت التي اخذت تقلع وتعزيزاً للعجلة الصناعية وفي مرحلة لاحقة ستكون البطاقة مطبقة على حافلات النقل الجماعي ومنها الى بقية القطاعات كما لدى الشركة برامج عمل ستقوم بتطبيقها لتعزيز ثقة المتلقي بخدمات الشركة وتضمن الحد من الهدر للمال العام وتغلق منافذ الفساد.‏ يذكر أن المهندس علي غانم أول من طرح فكرة التخاطب اللاسلكي بين حكام كرة القدم في العالم وكذلك الحال بالنسبة لطرح فكرة الكرة الذاتية.‏

 

 الثورة


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه