باحث سوري يبتكر علاجاً للتلوث النفطي

 

أوضح الصيدلاني أنس مسعود، أنَّ التلوث النفطي الذي أصاب العديد من المناطق السورية له أبعاد سلبية للغاية لا تقتصر على البيئة فحسب، وإنما تنسحبعلى المستويات الاقتصادية والصحية والاجتماعية، ما يدل على أنه لا ينبغي التعامل مع هذه المعضلة بمجرد الإشارة إليها فقط، بل يجب على الفور أن تبدأ المعالجة لها حتى في أقسى الظروف. 

وفي بحثٍ علمي، أكد مسعود أنّه “قادر على حل مشكلة التلوث النفطي بأقل التكاليف وبأسرع وقتٍ ممكن”، .

 

وفي تفاصيل الدراسة، لجأ مسعود في بحثه إلى تقييم التلوث على التربة فقط، وإهمال الجوانب الأخرى على البشر والمناخ وغيرهم، ولكون المنطقة الشمالية الشرقية تعتبر الخزان الغذائي للاقتصاد الوطني، فبعد تعرض التربة لهدر وتسرب النفط فيها فهذا يعني خروج مئات الهكتارات الزراعية من الخدمة وتحولها إلى وباء يهدد جميع الكائنات فيها وأولهما البشر، “لذلك فإن الدراسة التي أعمل عليها لا تشمل تحديد مقدار تلوث التربة أو نسبة توزع التلوث في الجغرافية السورية، بل تعنى بتطوير طريقة مبتكرة لعلاج التربة من التلوث”.

 

وقال مسعود: “قمت بتطوير طريقة مبتكرة وجديدة للتخلص من التلوث، عبر الاستفادة من إحدى النباتات الضارة التي تعتبر خطر يهدد المردود الحقلي من الإنتاج، وهذه النبتة قادرة على معالجة التلوث بنسبة معينة، ومن خلال ملاحظتي وجدت أنه في أي منطقة توجد فيها هذه النبتة يلاحظ حدوث نمو للنبات الأخرى حولها، وبزوغ دورة إنتاج زراعية بالمقارنة مع المناطق الأخرى التي تعبر مهملة ولا وجود لدورة إنتاجية فيها”.

 

وحول الطريقة لإثبات ذلك، أضاف مسعود، “عملت على تطبيق شروط مشابهة للتجربة أي أخذ منطقة ما، سليمة لا يوجد فيها تلوث وقياس نسبة المعادن الثقلية والفحوم الهيدروجينية الموجودة فيها أصلاً، وفي الوقت ذاته قمت بأخذ تربة أخرى يحدث فيها تلوث مقصود ولا تزرع فيها هذه النبته، وقياس نسبة المعادن الثقيلة والفحوم الهيدروجينية، وبعدها قمت بالمقارنة بين التجربتين”.

 

ووفقاً لمسعود، “استمرت التجربة 6 أشهر تبيّن من خلالها أنَّ وجود النبتة الضارة في التربة المصابة بالتلوث النفطي نمت فيها النباتات بشكل جزئي، وعند إجراء القياسات تبيّن أيضاً أنَّ نسبة المعادن والملوثات قد انخفضت بالتربة في الأرض الملوثة والمزروعة بالنبات، وأنَّ هذه النبتة قد امتصت كميات كبيرة من الملوثات النفطية والمعادن الثقيلة، وبالتالي قد تساعد في التخلص من الملوثات والمعادن الثقيلة”.

 

وأفاد مسعود، أنَّ الظروف الراهنة أفرزت غياباً شبه كامل لمسألة الاهتمام بالتلوث النفطي ومكوناته، وهو الأمر الذي يحدث بشكلٍ يومي ودون رقيب.

 

وعن دور المجتمع المحلي “في مناطق التلوث النفطي أو غيرها”، الذي يمكنه القيام به في هذا الإطار، أفاد أنَّ أيّ مواطن مهتم بمصلحة البلد والبيئة سيقوم بدعم هذه الفكرة مادامت تصب في جانب تخفيف آثار التلوث وتخليص المجتمع المحلي من مشكلة كارثية، قد تودي بالجميع في حال استفحلت أكثر من ذلك ،رغم جميع الاختلافات الحاصلة حالياً، فالطموح نحو مجتمع وبيئة نظيفة وخالية من التلوث النفطي هو هدف للجميع.

 

وأشار إلى أنه لا ضير من القيام بحملات توعية تشرح الأضرار البيئية والصحية التي قد تنجم عن التلوث، وأيضاً للتوعية بالآثار الناتجة عن تخفيف التلوث والتي سنحصل عليها بعد تطبيق نتائج البحث.

 

وتعتبر مشكلة التلوث النفطي إحدى أعقد الكوارث البيئية التي تواجهها البشرية في الوقت الحالي، ولم تعد سورية من الآن فصاعداً وبعد سنوات الأزمة التي تمر بها بمنأى عن هذه المشكلة وخصوصاً بعد الأضرار الجسيمة التي تعرض لها الكثير من مواقع الآبار النفطية وأنابيب نقل الوقود على امتداد سورية.

 

 

 

الوطن


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه