وود ماكينزي تتوقع تراجع التنقيب عن النفط والغاز في الشرق الأوسط
تتوقع مؤسسة وود ماكينزي لدراسات الطاقة تراجع نمو إنتاج النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط نظرا لقلة تراخيص التنقيب الممنوحة للشركات وتقلص أنشطة الحفر ومتوسط الاحتياطيات المكتشفة للبئر على مدى السنوات القليلة الماضية.
وشهد العقد الماضي زيادة كبيرة في التراخيص الممنوحة لشركات النفط العالمية في الشرق الأوسط وتراوحت تلك التراخيص بين امتيازات للتنقيب عن النفط في العراق ومشروعات للغاز الطبيعي المسال في قطر وهو ما نتج عنه زيادة كبيرة في أنشطة الحفر والاحتياطيات المكتشفة للبئر في الأعوام التي أعقبت التراخيص.
وبعد زيادة عدد التراخيص من نحو 20 ترخيصا في عام 2000 إلى أكثر من 50 ترخيصا في 2009 تراجع هذا العدد إلى نحو 15 ترخيصا بحلول 2012 بينما زاد عدد التراخيص التي تخلت عنها الشركات العالمية إلى أكثر من مثليه ليبلغ نحو 20 ترخيصا سنويا على مدى السنوات الأربع الماضية.
وقال ستيوارت وليامز محلل الطاقة لمنطقة الشرق الأوسط لدى وود ماكينزي "دخلنا في الحلقة مجددا. نتجه للنزول مرة أخرى. "شهدنا هذا العام والذي سبقه تنازلات عن التراخيص تفوق الترسيات لكن لا يزال هناك عدد صحي من التراخيص القائمة." وجذبت احتياطيات تقليدية ضخمة من النفط والغاز استثمارات بمليارات الدولارات إلى المنطقة على مدى عقود.
لكن ازدهار إنتاج النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة على مدى الأعوام القليلة الماضية والاكتشافات الكبيرة الجديدة في أفريقيا جعلت شركات الطاقة العالمية العملاقة مثل إكسون موبيل وشل وتوتال وبي.بي أقل رغبة في الاستثمار في أنحاء غير مستقرة في الشرق الأوسط في الأعوام القليلة الماضية.
ورغم أن تأثير الهجمات المتكررة التي يتعرض لها خط الأنابيب الرئيسي لتصدير النفط في اليمن على امدادات النفط العالمية محدود نظرا لأنه كان يصدر أقل من 130 ألف برميل يوميا في 2010 قبل أن تنزلق البلاد إلى الفوضى في 2011 إلا أن تأثير عدم الاستقرار في الأمد البعيد على الامدادات العالمية قد يكون كبيرا.
وكان اليمن في الأعوام من 2005 إلى 2008 في صدارة دول الشرق الأوسط من حيث عدد الآبار الاستكشافية التي تم حفرها لكن أنشطة الحفر تقلصت في 2009 ويرجع ذلك جزئيا إلى تردي الأوضاع الأمنية في البلاد.
وتوقفت أنشطة الحفر تقريبا منذ الاحتجاجات ضد الحكومة التي اندلعت في أوائل 2001.
وفي سوريا توقفت تلك الأنشطة في 2012 بسبب الحرب الأهلية بعدما جاءت دمشق في المركز الثاني بعد سلطنة عمان في أنشطة الحفر في عامي 2010 و2011.
وقال وليامز "كان اليمن مكانا مذهلا للتنقيب وناجحا بالنسبة لبلد غير عضو في منظمة أوبك. لكن ذلك تراجع بشكل سريع للغاية مع اندلاع الاضطرابات في البلاد ولم نشهد في العام الماضي حفر أي آبار استكشافية."
وأضاف أن نشاط الحفر قد ينمو بعد جولة التراخيص القادمة. وساهمت زيادة أنشطة الحفر في كردستان وإسرائيل في سد الفجوة الناجمة عن سوريا واليمن جزئيا.
لكن بشكل عام فقد انخفض عدد الآبار الاستكشافية التي تم حفرها إذ تراجع بنحو الربع من 2011 إلى 2012. لكن الأمر الذي يثير مزيدا من المخاوف على مستقبل امدادات الطاقة العالمية هو انخفاض الاحتياطيات المكتشفة للبئر على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.
فبعد ارتفاع تلك الاحتياطيات إلى ذروتها عند نحو 170 مليون برميل من المكافئ النفطي في 2009 – وهو أعلى كثيرا من المتوسط العالمي – تراجع متوسط الاحتياطيات المكتشفة في الشرق الأوسط إلى نحو 20 مليون برميل من المكافئ النفطي في 2012 بحسب تقديرات وود ماكينزي. وقال وليامز "نحن في اتجاه نزولي لذا فإن الأمر محبط إلى حد ما ".
رويترز
طباعة المقال
التعليقات متوقفه