لبنان يبدأ عمليات المسح البري للتنقيب عن النفط والغاز

أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل عن بدء عمليات المسح البري الثنائي الأبعاد للنفط والغاز في البلاد انطلاقا من شمال لبنان بالتعاون مع شركة سبكتروم البريطانية.

 

وقال باسيل خلال جولة ميدانية قام بها في مدينة البترون في شمال لبنان حيث تقوم شركة سبكتروم بعملية المسح البري "بدأنا بالعمل بحثا عن النفط في البر بتقنية ثنائي الابعاد ونحن قادرون من الآن وحتى آخر السنة ان نعرف نتيجة هذا المسح."

 

وأضاف لرويترز "نحن نعمل الآن على خط يبلغ 62 كيلومترا وهناك خطوط أخرى بعرض لبنان وطوله سنتحدث عنها لاحقا. بدأنا بالمناطق الساحلية التي تربط البحر بالبر وفي المناطق الأكثر أمنا التي نستطيع أن نعمل بها ولهذا بدأنا بالبترون."

 

ويحاول باسيل طمأنة كبريات الشركات العالمية بأن قطاع النفط يسير بخطى حثيثة رغم الأوضاع الأمنية الهشة في البلاد التي شهدت انفجارات واشتباكات عدة خلال الصيف في طرابلس بشمال لبنان وصيدا بالجنوب وفي بعلبك في الشرق وصولا إلى العاصمة بيروت فضلا عن عدم تشكيل حكومة جديدة منذ أكثر من ستة أشهر.

 

وقال جورج قمر وكيل شركة سبكتروم في لبنان لرويترز ""لدينا ستة خطوط ولكن الآن بدأنا بخط البترون-عيناتا (في الشمال) وبعد ذلك سنعمل في خط ثان وهو من عالية (في جبل لبنان) إلى بر إلياس (في سهل البقاع الشرقي)."

 

وأضاف "سنبدأ بهذين الخطين كمرحلة أولى ومن ثم تحلل نتائجهما على ان يستكمل في هذا الوقت التحضير للخطوط الاربعة الباقية." وتابع "تبلغ مساحة عملنا نحو 500 كيلومتر (مربع).

 

وبعد شهر تبدأ النتائج التدريجية ولكن من الآن وحتى آخر السنة تكون النتائج النهائية قد صدرت على هذين الخطين."

 

وأوضح قمر أن من الصعب إجراء المسح بتقنية ثلاثية الأبعاد في البر لأن ذلك يتطلب مساحات كبيرة غير مأهولة وهو ما لا يتوفر إلا في الصحراء.

 

ورغم الوضع الأمني المتدهور فإن شركة سبكتروم لم تبد قلقا من ذلك إذ قال قمر "كنا نعمل في ظروف امنية أسوأ من ذلك."

 

وتركز شركات الطاقة على تشكيل حكومة جديدة في البلاد. وتتطلب ترسية العقود مراسيم تقرها الحكومة الجديدة وهو أمر غير متوفر الآن في ظل استقالة حكومة نجيب ميقاتي وعدم قدرة رئيس الوزراء المكلف تمام سلام على تشكيل حكومة جديدة.

 

وأدت استقالة ميقاتي في مارس آذار إلى انزلاق لبنان نحو حالة من عدم الاستقرار السياسي وقد تستمر هذه الحالة طويلا حتى يتم الاتفاق على الحكومة الجديدة.

 

لكن باسيل قال إن هذه المسألة لن تؤدي إلى إبطاء خطط التنقيب في الوقت الراهن. ولا يزال ميقاتي رئيسا لحكومة لتصريف الاعمال يمارس مهامه بصلاحيات ضئيلة ريثما يشكل سلام حكومته وهي عملية كانت استغرقت خمسة شهور في حكومة ميقاتي.

 

وكانت كبرى شركات النفط العالمية أبدت اهتماما كبيرا بالاستثمار في المياه الإقليمية للبنان.

 

وأعلن باسيل في وقت سابق هذا العام اكتشاف 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز في عشرة بالمئة فقط من المياه اللبنانية بعد الانتهاء من مسح نحو 70 بالمئة من إجمالي مساحة المياه الاقليمية للبلاد التي تبلغ 22 ألف كيلومتر مربع.

 

وقال السفير البريطاني في لبنان توم فليتشر الذي شارك في الجولة الميدانية في البترون "كمية الغاز الموجودة في البحر والبر اللبناني تعطي أملا كبيرا لإضاءة مستقبل لبنان في حال إدارة المشروعات والتنقيب بطريقة جدية وشفافة ودقيقة."

 

رويترز


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه