هبوط النفط ينعش شائعة خفض الأسعار محلياً ……. عالمياً: المازوت 30 ليرة.. البنزين 29 ليرة.. والفيول 20 ليرة..

ما يؤرق الشارع هذه الأيام سؤال أثارته الأخبار الواردة من دول الجوار ومفاده.. هل ثمة تخفيض على اسعار المازوت والبنزين بعد الانخفاض الكبير لاسعار النفط عالميا؟

لا بل ان السؤال السابق تحول الى شائعة طويلة عريضة تقول بقرب تخفيض الحكومة لاسعار المازوت والبنزين، والاختلاف في نقل الشائعة كان يتمحور فقط حول توقيت صدور هذا القرار، فالبعض يقول ان القرار سيصدر بعد ايام، والبعض الآخر يقول بداية العام القادم. ‏

 

قبل ان ينفي مدير عام محروقات عبد الله خطاب تلك الشائعة، أكد لـ «تشرين» ان وسطي سعر طن المازوت المستورد خلال شهر تشرين الاول وصل لنحو 700 دولار يضاف اليها تكاليف نسبتها 10% فيكون وسطي سعر المازوت المستورد لسورية نحو 770 دولاراً اي ان وسطي سعر ليتر المازوت المستورد بلغ خلال تشرين الاول نحو 30.5 ليرة تقريباً.

 

وهذا يعني ان الدولة لا تزال تدعم المازوت بنحو خمس ليرات سورية للسعر الحر، ونحو 21 ليرة سورية للسعر المدعوم للعائلات عبر القسائم الموزعة، وبنحو 23 ليرة بالسعر القديم المعمول به والمخصص للافران. ‏

 

ويوضح خطاب نقطة اخرى هامة تتعلق بحجم الدعم في موازاة السعر العالمي، حيث يبين ان البيانات تشير الى توزيع 42.171 مليون قسيمة على العائلات السورية اي ان السعر المدعوم البالغ تكلفته 9 ليرات سورية سوف يشمل ما لا يقل عن 4.217 مليارات ليتر وهذا ما يشكل 50% من حجم استهلاك 2008، مع الاشارة الى ان نسبة المستوردات لا تزال ثابتة نتيجة العقود الموقعة مسبقا اي انها تبلغ 55%. ‏

 

وتعليقا على الشائعات المتداولة حول قرب تخفيض اسعار المازوت قال مدير عام المحروقات ان التخفيض لا يمكن ان يتم طالما ان الدعم موجود، ويمكن ان يتحقق فقط عندما يكون السعر العالمي متداولا به في السوق المحلية، عندئذ يمكن ان تنخفض اسعار المشتقات النفطية مع انخفاض سعر النفط عالميا وترتفع عندما يرتفع ايضا، مؤكدا ان هذه الشائعة غير الصحيحة خفضت مبيعات الشركة خلال اسبوع بشكل كبير، وهو ما يعني ان ثمة اختناقاً في التوزيع قد يحصل عند هطل المطر وبدء موجات البرد، نتيجة رغبة المواطنين بصرف القسائم خلال وقت واحد ودون مبرر لذلك. ‏

 

ملف واحد ‏

اما عن وضع المادة الثانية في المشتقات النفطية وهي البنزين فان معلومات شركة محروقات تشير الى ان وسطي سعر ليتر البنزين خلال تشرين الاول يقل بليرة او ليرتين عن سعر المازوت، ويعلق هنا خطاب على الفارق بين السعر المطبق حاليا في السوق المحلية البالغ 40 ليرة وبين السعر العالمي الذي هو بحدود 29 ليرة وامكانية تخفيض سعر المادة طالما انه في سورية بالسعر العالمي، بالقول ان مادة البنزين لا تتعلق بجميع المواطنين ولا تدخل في تكلفة العديد من قطاعات الاقتصاد انما هي خاصة بمن يملك سيارة، واذا كان سعرها حاليا في السوق اعلى من السعر العالمي فهذا لا يعني حتمية التخفيض نظرا لان معالجة الموضوع تتم في اطار معالجة ملف تكلفة حوامل الطاقة ككل وليس بتناول كل مادة لوحدها، مع العلم ان مبيعات البنزين خفيفة مقارنة ببعض المشتقات النفطية. ‏

من المشتقات النفطية المهمة في السوق المحلية يأتي الفيول، حيث يصل وسطي سعر طن الفيول عالميا حاليا نحو 20 الف ليرة سورية فيما هو يباع حاليا بنحو 6500 ليرة، وبدءاً من بداية الشهر القادم سيباع وفق موافقة رئيس مجلس الوزراء على مقترح اللجنة الاقتصادية بنحو 9000 ليرة سورية، اي ان الدولة لا تزال تدعم طن الفيول الواحد بنحو 11 الف ليرة سورية ايضا حتى بعد رفع سعره. ‏

اخيرا ‏

اذا كانت الحكومة ليس في نيتها تخفيض اسعار المشتقات النفطية لمبررات تتعلق باستمرار تحمل الدولة لفارق تكلفة مبيع بعضها في السوق المحلية رغم هذا الانخفاض.. فهل سيظل الامر ذاته عندما تتهاوى اكثر اسعار النفط في السوق العالمية؟ والا يستحق ما حدث وقفة جديدة لتحديد معالم الفاتورة النفطية في العام القادم؟!.. نأمل ذلك، ونأمل ايضا ان نزود بتفاصيلها لعرضها على القراء والباحثين والاقتصاديين لمناقشتها. ‏

 

 

تشرين


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه