أوبك تقرر خفض انتاجها النفطي مليون ونصف برميل يومياً وأميركا تنتقد القرار

قررت منظمة البلدان المصدر للنفط أوبك اليوم خفض انتاجها النفطي بواقع 5ر1مليون برميل يومياً اعتباراً من الاول من تشرين الثاني المقبل .


وقال وزير النفط الجزائري شكيب خليل رئيس المنظمة الحالي في مؤتمر صحفي إن المنظمة قد تتخذ خطوات أخرى إذا اقتضى الامر قبل الاجتماع التالي المقرر عقده في الجزائر خلال كانون الأول المقبل.

 
من جهتها قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم إن قرار منظمة أوبك خفض الانتاج 5ر1 مليون برميل يومياً غير مفيد ويأتي في سياق تواجه فيه الدول الرئيسية المستهلكة للنفط كساداً حاداً.

 
وقال ادواردو لوبيز كبير المحللين بشعبة سوق النفط لدى الوكالة إنه ليس قراراً مفيداً لأن الأسواق في غاية التوتر وحجم الخفض كبير جدا.

 
واتفق وزراء الدول الاعضاء في وقت سابق اليوم في فيينا على أن يكون الخفض من مستوى الانتاج في ايلول وأن يبدأ سريانه اعتبارا من أول تشرين الثاني.

 
وقال خليل إن المنظمة تريد استخلاص العبر من الأزمة الآسيوية التي أدت أواخر التسعينيات إلى تراجع سعر برميل النفط إلى عشرة دولارات من خلال خفض إنتاجها داعياً الدول المصدرة للنفط إلى ضبط عيار التخفيض حتى لا يكون متواضعاً جداً أو شديد الوقع.

 
وقال خليل للصحفيين في فيينا إن قرار أوبك خلال اجتماعها الطارئ في فيينا بخفض الإنتاج 5ر1 مليون برميل يومياً يجب أن يتفادى ضرب الاقتصاد العالمي الذي يعاني أصلاً وأن يؤدي في الوقت ذاته إلى استقرار الأسعار التي نزلت دون مستوى سبعين دولاراً للبرميل في نيويورك ولندن.

 
وأوضح خليل أنه في حال خفضت أوبك الإنتاج بحدة فأن ذلك ينذر بمفاقمة الأزمة المالية وفي المقابل فأن تخفيضاً متواضعاً جداً قد لا يكون له تأثير على الأسعار التي قد تنهار أكثر مضيفاً أن البلدان المصدرة للنفط تقع على لائحة ضحايا الأزمة المالية.

 
وبعدما ذكر بالأزمة الآسيوية التي كانت أدت إلى تراجع سعر برميل النفط إلى حدود عشرة دولارات في نهاية تسعينيات القرن الماضي دعا رئيس أوبك إلى استخلاص العبر من تلك الفترة وقال إن سرعة ردة الفعل هامة ونحن أخذنا ذلك بالاعتبار من خلال تقديم موعد اجتماع أوبك الذي كان مقرراً أصلاً في 18 تشرين الثاني ثلاثة أسابيع إلى 24 الشهر الجاري.

 
من جهة أخرى اعتبر خليل أن الأزمة المالية ستنعكس على العرض النفطي لأن نقص التمويل يجمد العديد من المشاريع وانخفاض الأسعار يهدد استمرار الكثير من صغار المتعاملين وحتى الشركات الكبرى يمكن أن تختفي لأنها تنفذ مشاريع كبرى.

 
وحول تأثير المضاربة على أسعار النفط أشار المسؤول الجزائري إلى أن الرساميل المضاربة كانت لها مسؤولية كبيرة أولاً في مستوى ارتفاع الأسعار ثم في التسبب في انخفاضها حين أغلقت تعاملاتها في سوق النفط.

 
وكالة الطاقة الدولية تأمل الا يفاقم قرار أوبك الأزمة الاقتصادية


كما أعربت وكالة الطاقة الدولية عن أملها في الا يؤدي قرار منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” خفض إنتاجها النفطي إلى مفاقمة الوضع بالغ الهشاشة للاقتصاد العالمي.

 
وقال ديفيد فيفي كبير محللي الوكالة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس.. لانزال قلقين حيال الاحتياطات النفطية مع اقتراب الشتاء الفصل الذي يزداد فيه الطلب على الطاقة بغرض التدفئة.

 
وأضاف نأمل الا يؤدي خفض الطلب إلى مفاقمة ما يمكن اعتباره وضعاً بالغ الهشاشة للاقتصاد العالمي.

 
وقررت المنظمة اليوم خفض إنتاجها النفطي 5ر1 مليون برميل يومياً في محاولة لاحتواء تراجع أسعار النفط.

 
أميركا تعتبر أن قرار أوبك خفض الإنتاج مناقض للإدارة الجيدة لآلية عمل السوق


بدوره اعتبر البيت الأبيض قرار منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” خفض إنتاجها النفطي بواقع 5ر1 مليون برميل يومياً بأنه يناقض الإدارة الجيدة لآلية عمل السوق.

 
وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الأبيض إن قيمة السلع الأولية بما فيها النفط يجب أن تتحدد في أسواق مفتوحة تتسم بحرية المنافسة وليس من خلال قرارات تتعلق بالإنتاج مثل تلك القرارات المناوئة للسوق.


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه