أوراق إيران لمواجهة حظر نفطها
حذر اليوم مندوب إيران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك )علي خطيبي الدول الخليجية من تعويض إمدادات النفط الإيراني بالسوق إذا حظر الاتحاد الأوروبي استيراد الخام الإيراني، وقال المندوب إن عواقب هذا الأمر لا يمكن التنبؤ بها
.
هذا التصعيد من جانب إيران تجاه دول الخليج والغرب عموما يستند إلى جملة أوراق تستخدمها طهران لمواجهة اشتداد حلقة الضغط السياسي والاقتصادي عليها، ومن أبرز هذه الأوراق التهديد بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس تجارة النفط العالمية، إذا فرضت عقوبات إضافية على صادراتها النفطية.
كما أن هناك دولا ذات استهلاك كبير للنفط الإيراني الرخيص الثمن تعترض على التوجه الغربي لحرمان طهران من إيراداتها النفطية، وعلى رأس هذه الدول الصين التي لديها ثاني أكبر اقتصاد بالعالم وهي أكبر مشتر للنفط الإيراني إذ تستورد يوميا نصف مليون برميل، وهو ما يجعلها تعارض بشدة العقوبات الغربية على إيران، لكن واشنطن قالت قبل أيام إنها ستحكم على ما ستفعله بكين وليس على ما تصرح به.
وتصدر إيران 2.5 مليون برميل يوميا وقد حصلت على إيرادات نفطية في العام الماضي بقيمة مائة مليار دولار، ويتجه نحو 30% من الصادرات الإيرانية -ما يعادل 700 ألف برميل- نحو غرب السويس، وأكثر من نصفها إلى أوروبا وقرابة 200 ألف برميل يوميا إلى تركيا والكمية المتبقية إلى أفريقيا
.
وقد اعتبرت هذه الزيارة محاولة من طهران لمواجهة الضغوط الدولية المتزايدة عليها وإيجاد أسواق جديدة تكون بديلة عن الأسواق الأوروبية.
وفي العام الماضي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركة النفط الوطنية في فنزويلا، لأنها صدرت إلى طهران مشتقات نفطية
ومن الأوراق التي تسعى إيران لتوظيفها الخلافات التي تميز أعضاء منظمة أوبك منذ تأسيسها عام 1960 بين دول توصف بأنها معتدلة كالسعودية وأخرى بأنها متشددة كالجزائر وليبيا والعراق.
وتتركز هذه الخلافات على قضايا من بينها زيادة أو تقليص سقف إنتاج الدول الأعضاء وما يرتبط بهما من مصالح سياسية واقتصادية متباينة لهذه الدول.
ورغم سعي شركات هندية لإيجاد بدائل تعوضها عن احتمال نقص في واردات النفط الإيراني فإن نيودلهي -التي تؤمن 12% من حاجياتها- تجمعها علاقات وطيدة مع طهران، حيث سارعت في الشهور
الماضية لإيجاد طرق بديلة لدفع مستحقات إيران عليها مقابل إمدادات نفطية لتفادي العقوبات الأميركية المالية على طهران.

التعليقات متوقفه