خلافات بين منتجي النفط ومستهلكيه حول المستوى المقبول للأسعار

يبدو أنه لا نقطة التقاء تلوح في الأفق بشأن مواقف المنتجين والمستهلكين للنفط حيال مستويات الأسعار بالأسواق العالمية فبينما يرى الطرف الأول أن سعر مائة دولار إلى 110 دولارات للبرميل"سعرعادل" للفريقين في الوقت الحالي، يقول الطرف الثاني إن هذه الأسعار تبقى مرتفعة جدا ولا تخدم جهود الخروج من حالة الركود الاقتصادي العالمي.

 

 

 

هذا ما آلت إليه نتائج ندوة متخصصة أقيمت اليوم بالدوحة ضمن فعاليات مؤتمر البترول العالمي العشرين، تحدث فيها كل من رئيس منظمة أوبك عبد الله البدري، والمديرة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية ماريا فان ديرهوفن.

 
يأتي ذلك فيما أكدت منظمة أوبك صعوبة تعويض الكميات التي تستوردها أوروبا من إيران في حال اتخاذ أي قرارات بالحظر مستقبلا.
 
التزام المنتجين
في هذا الصدد عبر البدري عن التزام الدول المنتجة للنفط بإمداد الأسواق الدولية بكافة احتياجاتها برغم ظروف حالة الاستقرار السياسي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما توقع أن يزيد الطلب على الطاقة خلال الأعوام المقبلة.
 
وجدد البدري تأكيده على أن المضاربين يؤثرون بشكل قوي على الأسواق، وأن أوبك لا تهدف للوصول إلى سقوف معينة للأسعار، بل إلى مستويات ترضي الطرفين على قاعدة العرض والطلب.
 
رسائل البدري هذه قابلتها مواقف مناقضة عبرت عنها ماريا فان ديرهوفن، التي أكدت أن الأسعار مرتفعة وتنذر بمزيد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد العالمي.
 
وقالت إن عام 2012 سيكون عام شكوك وعدم يقين بشأن مستويات الطلب والأسعار لدى الدول المستهلكة على خلفية تناسل الأزمات المالية.
 
وفيما تحدثت عن تراجع محتمل لمستوى الطلب العالمي بواقع 1.3 مليون برميل يوميا، توقعت ديرهوفن أن يزيد هذا الطلب بنسبة 28% خلال الفترة 2010-2035.
 
واعتبرت أن الأسعار الحالية للنفط تعد مرتفعة نوعا ما لكن العرض والطلب يظل الفيصل في الأسعار. وقالت إن الأسعار ظلت تحوم حول مائة دولار في الفترة بين 2008 و2011، بيد أنها أشارت إلى أن الأسواق العالمية خلال العام المقبل قادرة على استيعاب مستويات إنتاج من دول أوبك تماثل مستويات الشهور القليلة الماضية.
أمن الإمدادات
وقال البدري في جوابه على سؤال للجزيرة نت بشأن تخوفات الغربيين من انعكاسات تقلبات الأوضاع السياسية بالمنطقة العربية على أمن الإمدادات: "فيما يتعلق بأمن الإمدادت في ليبيا التي هي عضو بمنظمة أوبك فإن الإنتاج بها سيعود بشكل قوي بدون أية صعوبات".
وأكد أن الدول الأعضاء في أوبك استطاعت أن تسد العجز الذي خلفه توقف إنتاج بليبيا.
 
 

وتوقع في هذا السياق أن يبلغ إنتاج ليبيا 1.58 مليون برميل يوميا بحلول الربع الثاني من العام المقبل.

 
كما عبر عن أمله في أن يؤدي الربيع العربي إلى تحسين الأوضاع المعيشية وتكريس الرفاهية والديمقراطية لفائدة الشعوب.
 
وعن ما إذا كانت أوبك تعتزم مساعدة الأوروبيين للخروج من أزمتهم اكتفى البدري بالقول: "إن هذه سياسة كل دولة على حدة".
 
وأكد البدري أن أوبك عند إعدادها تقاريرها تأخذ في الاعتبار الجوانب السلبية والجوانب الإيجابية في نظرة المنظمة للمستقبل.
 
وقال "الجانب السلبي يتعلق بديون الاتحاد الأوروبي والبطالة بأميركا والنمو السريع بالصين والهند ومخاوف التضخم".
 
بالمقابل أضاف البدري أن هناك إجراءات تتخذ في الوقت الحالي من جانب أوروبا وأميركا لتفادي هذه المشكلات، ومن ثم دعم نمو الطلب على النفط، منبها إلى أن أوبك على أتم استعداد لتلبية هذا الطلب.
 
وذكر البدري أن المستهلكين دائما ما يحثون المنتجين على ضرورة ضخ إمدادات إضافية للسوق، مضيفا "بيد أننا نحن لدينا هذه السلعة الوحيدة التي تعيش منها شعوبنا ونحاول أن نبيعها بأسعار عادلة. إن مثل هذه المطالبات الغربية لا تخيفنا ونسمعها باستمرار".
 
التهديدات الغربية لإيران
وبخصوص تأثير التهديدات الغربية لإيران قال البدري "نحن لا نريد أن نرى أية تهديدات لأية دولة فذلك يقلقنا لأنه سوف يؤثر على الإنتاج وعلى الصادرات ومن ثم السوق العالمي".
 
 وعبر عن أمله في أن الطريق الأنسب لمثل هذه المشاكل هو الحوار السلمي، دون أن يتعرض العالم إلى مزيد من التهديدات والحروب. وقال "المنطقة لديها ما يكفيها من المشاكل، ونتمنى أن لن تكون ضربة لإيران".
 

وبخصوص التأثيرات المحتملة لأي قرار أوروبي بشأن فرض عقوبات على وارداته النفطية من إيران، ألمح البدري إلى وجود صعوبة في تعويض الكمية التي تستوردها دول الاتحاد من إيران، متمنيا عدم اتخاذ مثل هذه القرارات

الجزيرة نت.


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه