توقف تدفق النفط الروسي إلى بولندا وألمانيا يثير غضب الأوروبيين

اعربت المفوضية الاوروبية، وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروب في بيان صادر عنها ببروكسل، انها تتابع باهتمام بالغ تطورات الامور المتعلقة بانقطاع خط الانابيب، الذي يضخ النفط من روسيا الى دول في الاتحاد الاوروبي، ومنها بولندا والمانيا، وتتابع ايضا مدى تأثير ذلك على وصول النفط الى مناطق اخرى اوروبية، ومنها سلوفاكيا وجنوب شرق اوروبا.

وقال البيان الصادر باسم المفوض الاوروبي اندريه بيبالجز. ان المفوضية الاوروبية اجرت اتصالات بكل من السلطات في روسيا وجمهورية بيلاروسيا للحصول على توضيحات حول هذا الشأن، واوضح البيان انه لا توجد مخاطر فورية او مباشرة على احتياطي اوروبا الاستراتيجي من النفط، بسبب التطورات الاخيرة، وان هناك اجتماعا للجان المختصة سوف ينعقد في وقت لاحق من الاسبوع الحالي لدراسة التطورات الحالية وتأثيرها على المخزون الاستراتيجي. وفي الوقت نفسه عبرت مصادر المفوضية الاوروبية عن قلق المجموعة الاوروبية الموحدة من الاعتماد على مصادر الطاقة من روسيا،

 

ونقلت تلك المصادر عن الرئاسة الالمانية موقفها حول هذا الصدد من خلال تصريحات لوزير الخارجية فالتر شتاينماير، اعرب خلالها عن قلقه ازاء اضطرار المانيا واوروبا، بشكل كبير للاعتماد على روسيا في مجال الطاقة.
وقالت مصادر المفوضية الاوروبية ببروكسل، «نتابع باهتمام التطورات الاخيرة، التي اعلنت عنها وزارة الشؤون الاقتصادية البولندية، والتي اشارت الى توقف خط انابيب النفط دروجزبا، الذي ينقل النفط من موسكو الى اوروبا عبر اراضي روسيا البيضاء، وهو الامر الذي أثر بشكل كبير على امدادات النفط الى دول في الاتحاد الاوروبي، خاصة بولندا والمانيا، التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي.

 

ولمحت تلك المصادر الى ان التطورات الاخيرة جاءت بعد خلاف وقع بين موسكو وروسيا البيضاء، انتهى الاسبوع الماضي بالتوصل لاتفاق تعهدت خلاله روسيا البيضاء بخفض جزء كبير من الضرائب المفروضة على النفط والغاز الروسي القادم الى اوروبا، وفي نفس الوقت زادت موسكو ثمن الغاز الى الضعف الذي تحصل عليه روسيا البيضاء.

 

وكانت تقارير اعلامية، قد نقلت عن وزير الخارجية الالماني قوله، ان بلاده تشعر بالقلق من جراء الاعتماد الاوروبي على مصادر الطاقة من روسيا، وشدد على ضروروة العمل من اجل تحديد اللوائح المنظمة لاستهلاك الطاقة وخفض التبعية لها. وقال الوزير «ان هناك بعض التطورات التي تثير قلق الجانب الاوروبي في روسيا، ويجب في الوقت نفسه، الا نغفل ان ما يربطنا بها ليس التاريخ المشترك فقط.

 

وفي اطار السياسة الاوروبية، التي ترمي الى تفادي تعرض الاتحاد الاوروبي لازمة قد تهدد وصول مصادر الطاقة اليه عبر الاراضي الروسية، على غرار ما وقع في اعقاب الخلاف الروسي الاوكراني، ثم الخلاف بين موسكو وروسيا البيضاء، توصل الاتحاد الاوروبي في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، الى اتفاق لتطوير العلاقات مع جمهورية كازاخستان، احدى دول الاتحاد السوفياتي السابق، ويسمح الاتفاق الجديد بتسهيل حصول الاتحاد الاوروبي على البترول والغاز من الجمهورية، التي تقع في اسيا الوسطى، وبذلك يقل بشكل كبير الاعتماد الاوروبي على روسيا في هذا الصدد.


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه