انتهاء دراسة مشروع تطوير وتوسيع مصفاة بانياس.. إنتاج بنزين خال من الرصاص وتلبية حاجة السوق السوري من المازوت ونتائج بيئية متوافقة مع النورم العالمي
أنهت شركة مصفاة بانياس دراسة تنفيذ مشروع تحديث وتطوير المصفاة بهدف توسيعها لتصبح قادرة على إنتاج البنزين والمازوت وفق المواصفات الأوروبية.
ويهدف التحديث إلى تخفيض التلوث من خلال تحويل كل افران ومراجل المصفاة للعمل على الغاز بدلا من الفيول وزيادة انتاج المشتقات البيضاء على حساب الفيول المازوت بحدود ثلاثة ملايين طن والبنزين نحو مليون ومئتى طن من خلال بناء وحدات جديدة مثل وحدات التكسير الهيدروجينى ووحدة هيدروجين من الغاز الطبيعى ووحدة استخلاص كبريت ووحدة ازمرة جديدة وتعديل بعض الوحدات القائمة أو توسيعها لتناسب متطلبات التطوير الجديدة اضافة إلى تحديث انظمة رقمية حديثة اكثر دقة.
وقال المهندس عصام ريشة مدير مصفاة بانياس إنه ضمن إطار المشروع تمت إضافة وحدات جديدة إلى المصفاة بحيث أصبحت تنتج بنزينا خاليا من الرصاص وجميع البنزين الذي يرحل إلى السوق المحلية من مصفاة بانياس خالي الرصاص اضافة إلى بناء وحدة لفصل البنزين عن المادة المسرطنة حيث اصبح البنزين المنتج حاليا في المصفاة متوافقا مع المواصفات الاوروبية من حيث محتوى البنزن في البنزين الذي لا يتجاوز 10 بالمئة حجما.
وأضاف أن مشروع تطوير وتحديث المصفاة وضع بطريقة تتناسب مع تكنولوجيا التكرير الذي يلبي حاجة السوق المتزايدة وخاصة من المازوت بعد عام 2000 نتيجة ما تشهده سورية من تطور صناعي وتجاري وزراعي ملحوظ اضافة إلى تضاعف اعداد الاليات في سورية لهذه الفترة.
وأشار ريشة إلى أنه تم إقرار تطوير الخط التكنولوجي للمصفاة وتجهيز دفتر الشروط من قبل شركة “فرنلاب” الفرنسية التابعة لمعهد البترول الفرنسي حيث تركز الخط التكنولوجي للمشروع على زيادة المنتجات البيضاء على حساب المنتجات السوداء وتحسين مواصفاتها بما يتلاءم مع المتطلبات البيئية.
وبين ريشة أنه تمت زيادة منتج المازوت من 988ر1 إلى 962ر2 الف طن سنة وزيادة منتج البنزين من 880 إلى 195ر1 الف طن سنة وتقليل منتج الفيول اويل من 770ر1 إلى 975 الف طن سنة وانتاج بنزين اوكتان 95 بدلا من اوكتان 90 والوصول إلى المواصفة الأوروبية لعام 2010 “اورو 5 ” بالنسبة لمنتج البنزين والديزل وتحسين الشروط البيئية والحيوية.
وأوضح ريشة أن شركة مصفاة بانياس اولت مكافحة التلوث وحماية البيئة والصحة والسلامة المهنية اهتماما لا يقل عن الاهتمام بالمحافظة على الوضع الفني والانتاجي للمصفاة حيث قامت باتخاذ عدد من الاجراءات على مدى السنوات الماضية حتى تاريخه منها اعادة تصميم المصفاة التي كانت ترسل غازات غير مكثفة في وحدة التقطير الفراغي إلى الجو وهذه الغازات ملوثة بما تحتويه من مواد هيدروكونية وغاز كبريت وتمت معالجة هذه الغازات وتعديلها بحيث اصبحت ترسل إلى الفرن وتحرق وبالتالي تم التخلص من التلوث الناتج عنها.
وقال مدير المصفاة أنه تمت أيضا معالجة الغازات المنطلقة من أبراج وحدة الاسفلت عن طريق متابعة غسيل الغازات بالمازوت والمياه لتخليصها من المواد الهيدروكربونية وبالتالي الروائح التي تنطلق منها.
وأضاف.. كون المصفاة تستخدم الفيول في مراجل محطة القوى وأفران المصفاة فان الغازات الناتجة عن الاحتراق تحتوي على ملوثات لذلك فقد عمدت المصفاة إلى دراسة تخفيض الملوثات الناتجة عن ذلك عن طريق معالجة فيول الحرق منذ عام 1992 وتطوير هذه المعالجة ومتابعة قياس الملوثات للتأكد من النتائج التي دلت انها قريبة من النورم العالمي.
وأوضح مدير المصفاة أن الخزانات التي تطلق أبخرة مواد هيدروكربونية هي المصدر الأساسي للتلوث ومن هنا فقد عمدت المصفاة إلى اتخاذ عدة اجراءات منها صيانة جذرية للخزانات ذات السقف الثابت وبالتالي السيطرة على الابخرة التي تنطلق منها وانقاصها إلى الحدود الدنيا وتركيب احكام ثانوي اضافي لجميع الخزانات ذات السقف العائم بحيث يتم انقاص ابخرة المواد الهيدروكربونية المتصاعدة منها إلى الحدود الدنيا.
وأشار ريشة إلى أن المصفاة تحافظ على جاهزية وحدة الكبريت وعملها بشكل دائم وبالتالي السيطرة على غاز كبريت الهيدروجين الناتج لعمليات الهدرجة الناتجة عن معالجة النفتا والمازوت ومقطرات الفراغي كما اعلنت لتأمين وسيط تيتانيوم بحيث ترتفع نسبة مردود تحويل “اتش 2 او” إلى كبريت حر لتصبح 98 بالمئة بدلا من 96 بالمئة حاليا.
وأضاف أن المصفاة تعمل على تطوير وحدة معالجة المياه الحامضية مبينا أن الوحدة تعمل بشكل جيد حيث تمت السيطرة على محتوى غاز كبريت الهيدروجين في المياه الصناعية وهي الآن قيد التطوير لأجل عزل خزان التغذية عن الجو الخارجي وتحويله إلى وعاء ضغط.
ولفت مدير المصفاة إلى أنه تتم حاليا متابعة وحدة معالجة المياه الصناعية الملوثة حيث أن المياه التي تطرح إلى البحر تحلل بشكل يومي وان النتائج اثبتت انها متوافقة مع النورم العالمي من حيث محتوى كود الزيوت والمعادن الثقيلة مبينا أن ادارة المصفاة بصدد تطوير الوحدة ورفع كفاءتها حيث تم الانتهاء من دراستها ضمن مشروع تطوير المصفاة.
وأشار ريشة إلى أن ادارة المصفاة تقوم بتنفيذ مشروعاتها بالاستعانة بالخبرات المحلية والخارجية لمكافحة التلوث والتأكد من نجاح الاجراءات المتخذة بهذا الصدد كما تعاقدت المصفاة مع مركز الابحاث البيئية لقياس الملوثات في الجو المحيط بالمصفاة على مدار عام كامل 2002 – 2003 في القرية العمالية والمدينة السكنية وقرية ابتلة وبينت النتائج النهائية للمركز انها متوافقة مع النورم الصحي العالمي اضافة إلى التعاون مع مديرية بيئة طرطوس لتحديد الملوثات والحد منها.
وبين أنه تم تطوير أفران ومراجل المصفاة بحيث تعمل على الغاز الطبيعي والفيول وفي حال تم تأمين الغاز إلى المصفاة سيتم إيقاف استخدام الفيول في افران ومراجل المصفاة كما أن المصفاة تقوم حاليا بالتعاون مع الشركة السورية للغاز بمد خط غاز بقطر 24 إنشا من محطة بانياس الحرارية إلى المصفاة مع إنشاء محطة تخفيض.
يشار إلى أن مصفاة بانياس احدثت في النصف الثاني من السبعينيات من قبل شركة اندستريال الرومانية وصممت بتقنية تتلاءم مع حاجات السوق المحلية وتصدير الفائض منها وكانت تعتبر انذاك من المصافي المتطورة جدا ولكن التطور التكنولوجي لصناعة التكرير والاهتمام العالمي بالبيئة تطلب اتخاذ عدة اجراءات والبدء بمشروع تطوير وتحديث المصفاة الذي له الأثر الكبير في تطور العمل بها وتحسين منتجاتها بما يتطابق مع المواصفات العالمية.
طباعة المقال
التعليقات متوقفه