استراتيجية النفط السعودي تسير حسب الخطط

تسعى شركة أرامكو السعودية لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط من حوالي 11 مليون برميل يومياً في الوقت الحاضر إلى 12.5 مليون برميل يومياً بحلول نهاية عام 2009. ويأتي هذا نتيجة للاستثمارات الضخمة في مجال الاستكشاف والمشاريع الحالية.

وأوضح عبد الله السيف، نائب رئيس أرامكو، إنه من المتوقع أن يرفع مشروع حقل “خريس” النفطي والبالغ تكلفته 11 مليار دولار الطاقة الإنتاجية بمعدل 1.2 مليون برميل يومياً. بالإضافة إلى أكثر من 350.000 برميل يومياً والتي ستتوافر قبل نهاية العام القادم بعد تطوير حقول “الشيبة” و”النعيم” النفطية.

وستضيف الاستثمارات في مناطق “الخرسانية” و”خريس” و”المنيفة” قرابة 2.95 مليون برميل يومياً إلى الطاقة الإنتاجية الكلية لشركة أرامكو بحلول عام 2011. وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن يكون الطلب على النفط الخام كافياً بحلول عام 2030 لتتمكن أرامكو من زيادة إنتاجها إلى 18.2 مليون برميل يومياً، الأمر الذي سيرفع حصتها من الإنتاج العالمي للنفط إلى 15٪ من حصتها الحالية والبالغة 11٪.

وفي الوقت الذي شكك فيه بعض المحللون في قدرة السعودية على الوصول إلى هذه المستويات، أعرب آخرون عن ثقتهم في قدرة المملكة على الوصول إلى هذا المستوى. وقال مسؤولون تنفيذيون في الشركة إن 28٪ فقط من احتياطيات النفط السعودية المثبتة قد نضبت وإن الخام الذي يصل إلى مستويات الإنتاج سيمتد إلى أكثر من قرن.

وبحسب فيليب لوتر، كبير مسؤولي التصنيف الائتماني في مكتب وكالة “موديز” للتصنيف العالمي في دبي، فإنه من المحتمل أن تتجاوز احتياطيات شركة أرامكو السعودية وحدها احتياطيات أكبر خمس شركات نفط دولية.

احتياطيات نفط هائلة

تصل احتياطيات النفط الرسمية في المملكة العربية السعودية إلى 259 مليار برميل، رغم إشارة كبار المسؤولين إلى تجاوز قاعدة الاحتياطي لأكثر من ثلاثة أضعاف هذا الرقم. ونقل عن السيف قوله: “يكمن الهدف الذي حددناه لأنفسنا من خلال الاكتشاف في زيادة الموارد النفطية المكتشفة من 716 مليار برميل إلى 900 مليار برميل في غضون السنوات ال 20 المقبلة”.

ويكمن الهدف في زيادة الموارد سواء المكتشفة أو الجزء القابل للاسترجاع من تلك الموارد على المدى الطويل. وتم العثور على النفط في 85 حقل مختلف وأكثر من 300 خزان. ويعد حقل “غوار” النفطي في المنطقة الشرقية أكبر حقل نفطي في السعودية حيث ينتج قرابة خمسة ملايين برميل يومياً تمثل نحو 6٪ من الإنتاج العالمي.

وقال عبدالله جمعة، رئيس أرامكو، إن الشركة تعتزم استثمار مبلغ 90 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لتلبية الطلب العالمي. وقد ارتفع عدد أجهزة الحفر في الشركة من 50 إلى 130 خلال السنوات الأربع الماضية كجزء من هذه الاستراتيجية.

ومع ذلك، فمن المرجح أن يحتل الخام الثقيل، الذي يتم تداوله بأسعار أقل من النفط الخفيف مكانة بارزة في زيادة الإنتاج، حيث تخطط أرامكو لاستخراج 900.000 برميل يومياً من حقل “منيفة” المجمد حتى الآن في غضون السنوات الثلاث المقبلة، وكذلك من حقلي “زلف” و”مرجان”.

ومن المتوقع أن يتم الاحتفاظ بالخام الأثقل لتتم معالجته عن طريق مصافي النفط المحلية، والتي تشهد حالياً عمليات توسع بمليارات الدولارات.

وأشار وزير النفط السعودي علي النعيمي إلى أن المملكة هي مستثمر رئيسي أيضاً في مصافي خارج المنطقة. وقال: “لدينا القدرة الآن في المملكة وخارجها على تكرير 3،2 مليون برميل يومياً. وسنعمل على مضاعفة هذا الرقم ليصل إلى حوالي 6 ملايين برميل يومياً على مدى السنوات الخمس المقبلة”.


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه