بدعم من شركة توتال للاستكشاف والإنتاج في سورية … افتتاح مركز لخدمة الزوار والسياح في مدينة ماري الأثرية بدير الزور

بدعم من شركة توتال للاستكشاف والإنتاج في سورية تم يوم السبت 30/10/2010 افتتاح مركز الزوار في موقع ماري الأثري جنوب شرق ديرالزور الذي بدأ العمل به عام 2007 ويعد أول موقع يتم تخديمه بمثل هذا المركز على مستوى المواقع الأثرية في سورية.

 

ونفذ العمل الذي يعد ثمرة تعاون ما بين المديرية العامة للآثار والمتاحف والمعهد العالي للبناء بالطين كراتيير في غرنوبل بفرنسا والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى وجمعية أصدقاء ماري على ثلاث مراحل، حيث يتضمن نزلاً لإقامة الزوار وغرفة لقطع التذاكر وكافتريا ومطعما وصالة عرض تحوي لوحات ومجسمات توضيحية عن ماري والمكتشفات الهامة التي تم العثور عليها هناك.

 
وقال محافظ دير الزور المهندس حسين عرنوس خلال الافتتاح ان أهمية ماري التاريخية تكمن في كونها مركزاً لطرق التجارة العالمية التقليدية ومركزاً حضارياً ومدنياً هاماً لافتاً إلى أن أهمية المركز تكمن في دوره التعريفي بالمكانة التي لعبتها ماري قديماً وتأمين مكان ملائم لخدمة السياح وزوار الموقع والمواقع القريبة، إضافة إلى كونه يمثل ثمرة حقيقية للشراكة بين الحكومة والجهات والمنظمات المهتمة بالإرث الإنساني العالمي. مقدما الشكر للجهات الداعمة لهذا العمل وعلى رأسها شركة توتال للاستكشاف والانتاج في سورية التي مولت المشروع وقدمت كل الدعم لانجاحه .

 

السفير الفرنسي بدمشق إريك شوفالييه أشار إلى أن المشروع يمثل نجاحاً رمزياً ومثالياً ونموذجياً نظراً لكثافة الجهود المبذولة من قبل الشركاء السوريين والفرنسيين وحرص العديد من الباحثين والعلماء الفرنسيين على المشاركة في إنجاز المركز، لافتاً إلى أن المركز سيعمل على إبراز قيمة الموقع ونشر المعرفة حوله والعمل على إبراز الخبرات في مجال العمارة الطينية والترويج للسياحة البيئية في سورية.

 
وأوضح مدير عام شركة توتال للاستكشاف والإنتاج في سورية جان لوي بارجول أن شراكة توتال في إنشاء المركز تعد إحدى نشاطاتها ومسؤوليتها تجاه المجتمع المحلي في مجال التنمية المستدامة وهذا ما تسعى إليه الشركة بالتعاون مع الحكومة السورية والمجتمع المحلي والمنظمات الدولية، لافتاً إلى أن المشروع يشكل نموذجا فريداً حيث يربط التاريخ بالتنمية والاقتصاد والمحافظة على البيئة ويعمل على توثيق التجربة السورية العريقة بمجال عمارة الطين وبناء نموذج أولي عبر استخدام المواد الطينية كذلك تدريب المختصين والمهندسين المعماريين على مواصفات البناء الطيني.

 

 

من جهته رأى مدير المعهد الفرنسي للشرق الأدنى فرانسوا بورغا أن ماري تعد أشهر وأقدم مدرسة للبناء بالطين إذ تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد ويعد مركز الزوار امتداداً لتلك المدرسة، موضحاً أنه تم إنجاز لوحات تعريفية بصالة العرض في المركز كما يدرس المعهد إعداد موقع الكتروني خاص بماري لإبراز المعلومات الأثرية القيمة عنها التي دلت عليها جهود الخبراء وعلماء الآثار السوريين والفرنسيين.

 
وأشار المهندس محمود بن داكير المشرف على إنجاز المشروع من معهد كراتيير الفرنسي إلى أن المشروع يهدف إلى التعريف بعمارة الطين والترويج لها عبر إصدار مؤلف خاص بثلاث لغات وإثبات أن الخبرات الخاصة بعمارة الطين ما تزال موجودة إضافة إلى إبراز قيمة التراث المعماري لمادة الطين.

 

وبين بن داكير أن المركز يقدم للزوار والسياح المعلومات الضرورية عن موقع ماري والمواقع الأثرية القريبة عبر صالة العرض الموجودة والوسائط المتعددة المتوفرة فيها، وكذلك تخديمهم بقاعات وبنى تحتية تتضمن كافتيريا ومطعم ونزلاً للإقامة، لافتاً إلى أن خصائص المبنى مستلهمة من خصائص البناء في ماري وهو نتيجة التزاوج في المعارف من خلال ما وجد من استكشافات في ماري ومواصفات البناء الحديث واستخدام مواد البناء المحلية.

 
وقال باسكال بترلان مدير البعثة الفرنسية في ماري إن افتتاح المركز يتزامن مع احتفال البعثة بمرور 75 عاماً على عملها في ماري ومع إطلاق الحملة السابعة والأربعين للتنقيب والترميم في الموقع، لافتاً إلى أن البعثات الأثرية التي بدأت منذ عام 1933 عن طريق عالم الآثار الفرنسي أندريه بارو وحتى اليوم تثبت مدى الصداقة السورية الفرنسية وحرص الجانبين على التعاون المشترك.

 

وأضاف بترلان إن العمل في ماري فرصة فريدة حيث تعد مختبراً حقيقياً من أجل تطوير العمارة الطينية واكتشاف تاريخ مدينة ماري التي تخص التراث العالمي وكذلك ستكون معهداً لتأهيل علماء الآثار السوريين والفرنسيين والعاملين في مجال التنقيب حيث سيتم تأهيل 40 عاملاً للعمل في مجال البناء الطيني.

 
بسام جاموس مدير عام الآثار والمتاحف قال ..هناك اكتشافات جديدة بشكل يومي في المواقع الأثرية السورية المنتشرة في كل المحافظات حيث يقوم بالتنقيب فيها حالياً 140 بعثة أثرية، لافتاً إلى أن إستراتيجية المديرية ووزارة الثقافة تنصب حالياً في مجال تأهيل المواقع الأثرية ومنها مركز الزوار الجديد في ماري.

 

يشار أن شركة توتــال للاستكشاف والإنتاج في سورية دأبت منذ سنوات عدة، وضمن مسؤوليتها تجاه المجتمع، على الاشتراك بنشاطات محلية لدعم تطوير الطاقات البشرية في مجالات البيئة والصحة والتعليم وبناء القدرات والتنمية الاقتصادية المحلية والإرث الثقافي.

 

 

يذكر أن مملكة ماري تقع على تل يدعى تل الحريري الذي يقع على بعد 10كم شمال غرب مدينة البوكمال بدير الزور وعلى الضفة اليمنى لنهر الفرات ويعود إلى الحقبة بين 3000 قبل الميلاد وحتى العصر الهلنستي ومن أشهر معالمها قصر زمري ليم الذي عثر فيه على تمثال آلهة الينبوع.

 

سيريا اويل


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه