سورية تنتظر دخولها خارطة الممرات الإستراتيجية لنقل الغاز بين قارتين

قبل نحو عامين وفي حوار خاص أكد مدير شركة شل للنفط في سورية أن مستقبل سورية لن يتوقف على اكتشافات نفطية جديدة فقط، بل إن الموقع الجغرافي المتميز لها يمكن أن يجعل منها ممراً دولياً حيوياً لنقل الغاز بين قارتين مهمتين، وهذا من شأنه أن ينعكس ايجاباً على توفير احتياجات البلاد من مادة الغاز، إضافة إلى تحقيقها إيرادات مالية جراء استخدام أراضيها و شبكات أنابيبها لنقل الغاز من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

 

ومع أن هذا الأمر لم يتحقق كما كان يتوقع مدير شركة شل سورية، رغم ما حققه خط الغاز العربي من فوائد لا يمكن إنكارها لكنها لا ترقى لتوقعات ومزايا الموقع الجغرافي، إلا أن ذلك لا يعني انتفاء أهميته و جدواها الاقتصادية و الطاقية لسورية و دول أخرى مجاورة..

 

و لعل ما يؤكد أهمية سعي سورية لتوفير مستلزمات خروج هذا المشروع لحيز الوجود، من بنى تحتية و اتفاقيات إقليمية ودولية، أمران…

 

الأمر الأول و يتمثل في غياب أية قناة لنقل الغاز من الخليج العربي إلى أوروبا، وكذلك استمرار ضعف مثل هذه القناة بين دول شمال إفريقيا و أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي يعني استمرار الحاجة لتواجد سورية على خارطة الترانزيت الغازي.

 

الأمر الثاني و يتعلق بواقع إنتاج و استخدامات و تسويق الغاز الطبيعي في سورية و حاجاته و استخداماته المتزايدة و المشاريع السورية الطموحة في هذا المجال، فمثلاً تصنف سورية إلى جانب البحرين كأضعف دولة بين عشرة دول عربية لجهة إنتاج سوائل الغاز الطبيعي، إذ بلغ حجم إنتاجها خلال السنوات الأربع الممتدة من العام 2005 و لغاية 2008 نحو 10 ألف برميل يومياً، بينما جاءت السعودية أولاً بنحو 1.4 مليون برميل يومياً، فالجزائر ثانياً بنحو 357 ألف برميل يومياً، و قطر ثالثاً بنحو 349 ألف برميل.

 

كما أنه بالنسبة للغاز الطبيعي المسوق عربياً و عالمياً فإن ترتيب سورية بين تلك الدول يأتي في مرتبة متأخرة كثيراً، إذ تتقدم على كل من تونس و العراق( له ظروف خاصة فرضها الغزو الأمريكي)، حيث تؤكد البيانات الرسمية العربية أن كميات الغاز الطبيعي السوري المسوق بلغ في العام 2008 نحو 5.5 مليارات متر مكعب في العام، فيما جاءت الجزائر أولاً بنحو86.5 مليار متر مكعب، فالسعودية بنحو 80.4 مليار متر مكعب، و قطر بنحو 76.9 مليار متر مكعب.

 

و ما سبق يؤكد أن حاجة سورية على أهمية الاحتياطيات المكتشفة، تتزايد بفعل عامين، ارتفاع و زيادة النشاطات الاستثمارية في سورية، و تعدد أوجه و مجالات استخدام الغاز في التنمية و قطاع الخدمات و الكهرباء و الصناعة، و بالتالي فتلبية الحاجة المتزايدة لن يكون إلا بتسريع عملية تحويل سورية لممر غازي استراتيجي يحسب له حساب في تجارة الطاقة العالمي.

 

 

سيرياستيبس


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه