إِمبرَاطُوريَةُ الظَلامِ البِتْرُولِيَةِ: وَهْمٌ أَمْ حَقِيْقَهْ؟
ما كنت أتصور أن متابعتي الافصاح عن ” حسيَّ الفيزيائي – الطاقيَّ السابع “، و هو المُقَدِرُ شخصياً / عملياً لوجود من يعمل وفقاً ” لعقيدة إمبراطورية الظلام البترولية “، إلا و ستفلح في المنظور العاجل / الآجل بكشف مستور هذه العقيدة الجهنمية، حتى يسر الله لي مؤخراً ذلك الخالص من كَرَمُ رئاسة تحرير موقع ” أخبار النفط و الغاز السوري : www.syria-oil.com،
و قيامها مشكورةً، بتتويج إشهارها المميز الدؤوب لآرائي الطاقية، بنشر مقال رأيي الأخير بعنوان: عِنْدَمَا سَقَطَتْ نَظَرِيَةُ المُوآَمَرَةِالبِتْرُوْلِيَة(23-07-2010 )، باعتباره ينطوي بشكل ما على التذكير بحقيقة وجود ” حكومة / إمبراطورية سرية عالمية “. و بذلك إنطبقت علينا ( أي على صديقي رئيس تحرير الموقع الأبيّ و عليَّ ) رؤية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) حين قال رضوان الله عليه:
إِنِّـي رأيــتُ و لِــلأيــام تـجْـرِبَـةٌ
للـصـبْـرِ عـاقـِبَةٌ مـحـمـودَةُ الأَثَـرِ
وَ قَـلَّ مَـنْ جّّـدَّ فـيْ أمـرٍ يُـطَـالِـبُـهُ
وَ استصحَبَ الـصَـبْرَ إلا فـازَ بِالـظـفـَرِ
فكان أن شكل هذا النشر زخم فيضٍٍ، من قديم و حديث تعليقات القراء الكرام على مقالات رأيي الطاقية، أدى اليوم إلى كسر سدِّ تمسكي الأخلاقي – العلمي القاضي: ” بعدم تجاوز إحترامي لمعرفة القراء الكرام بتفاصيل حقائق الحياة كطبيعة أشياء هذه الحكومة السرية العالمية “، و هو أمر يرتبط وثيقاً ” بالتزامي البحثي العلمي – الواقعيّ ” في التعامل مع المحسوس من الحقائق الفيزيائية الراسخة من جهة، وباعتباره ينسجم بطبيعة الحال أيضاً مع تعلقي ” بفيزياء الظاهرة: phenomenology “، أي تلك التي بات نهجها اليوم ينظم قوام البحث العلمي المتقدم في فيزياء القرن الحادي و العشرين من جهة أخرى. و إختصاراً لبداية توجه هذا المقال، أقولُ: أن ” صدر موجة ” هذه التعليقات قد تجسد في التأكيد على مساءلة القراء الكرام لي عن إثبات ” حقيقة خيالية أو وجود “، إمبراطورية الظلام البترولية هذه تحديداً. و بذلك أزال هذا الفيض أي تردد لديَّ بضرورة العمل على تقديم عرضٍ مُبَسَطٍ لمصداقية تحسسي العلمي العميق بوجود هذه الامبراطورية المتوحشة الجامحة، و لو أن معظم السالكين من رجال الفكر الطاقي هم فعلاً على دراية تامة بما أقول في هذا الصدد من قبل. و الحق يقال، أن الذي يَسَّرَ لي الخوض في الاجابة هنا على تساؤل القراء الكرام بدايةً: هو مجمل الانطباعات الواقعية الجديدة التي نشرها مؤخراً الرئيس الكوبي المناضل السابق فيديل كاسترو حول وجود ” الحكومة السرية العالمية ” هذه، و هي تصريحات سياسية مميزة، باتت منشورة عالمياً منذ مطلع شهر آب الجاري 2010. و يبدو أن الشرارة التي أشعلت نار هذه الانطباعات قد توقدت بنتيجة قرائته كتاباً جديداً نشره الكاتب الروسي دانييل إستولين (Daniel Estulin ) مؤخراً، و كان بعنوان: ” القصة الحقيقية لنادي بيلدربيرغ: The True Story of the Bilderberg Club ” ( دار نشر: Trine Day،ISBN 9780979988622 ، 2009 )، و كشف فيه عن أبرز الرؤوس الكبرى ” لحكومة سريةٍ عالميةٍ ” تحمل راية التُقْيَةًً الاستشارية التنموية السياسية المحضة (!؟) ” لمنتدى / مجموعة بيلدربيرغ: The Bilderberg Group/ Forum ” ( أنظر بعض تفاصيل وجودها العام في موقعها الالكتروني الخاص بها و هو: www.bilderbergmeetings.org ) إضافةً إلى نَسْبِهِ الكثير من الصراعات الوحشية الدموية الاقليمية و الدولية المعاصرة لخطط و قرارات هذه الحكومة الجهنمية الغامضة. فمن خلال تأييده ما جاء في كتاب إستولين ( المشار إليه أعلاه ) يؤكد الرئيس الكوبي السابق، و هو المكافح السياسي التقدمي العالمي المرموق، ذو الرؤية الانسانية – الاشتراكية الصائبة، على دور هذه الحكومة العالمية ( بل إمبراطورية الظلام البترولية إياها ) في تأجيج نيران الصراع الحديث بين الأمم و ذلك بدءاً من سكوت مدافع الحرب العالمية الأولى، و من ثم ” إبتكارها ” اللاحق لطبيعة أشياء العقائد التلمودية و النازية و الفاشية الجهنمية الرامية جميعاً إلى إشعال الحرب العالمية الثانية في القارة الأوروبية، و ما تلا ذلك من إبتداع تقنيات تسلط / سيطرة حربية جهنمية لا سابق لها، كان أن شهد العالم أجمع مؤخراً ظاهر آثامها الوحشية في الحروب الامبراطورية التي شُنَّتْ ما بين فلسطين المحتلة و لبنان و العراق و أفغانستانً، و ربما ( كما يقدر الرئيس الكوبي كاسترو ) ستتجسد صيغتها الجديدة في شن الحرب الامبراطورية المنظورة على الجمهورية الاسلامية في إيران و من ثم قلب كيان الخليج العربي كله رأساً على عقب. و مع نصحنا القراء الكرام بمراجعة تفاصيل إنطباعات الرئيس الكوبي كاسترو هذه، نجد من المفيد التذكير بالمتابعات الاعلامية الموثوقة في هذا الصدد، كالتي نشرها الصحافي البارز و الجريء إيان هولينغشيد ( Iain Hollingshead ) في جريدة الدايلي تيلغراف البريطانية ( الجمعة 4 حزيران 2010 ) و حاول فيها فكَّ ” طلسم الصمت المعهود ” الذي يلف عادة جميع اجتماعات حكومة بيلديربيرغ السرية العالمية، و كان آخرها ذلك الاجتماع السري الآخر المنعقد ” بمنتجع سيتغيز الاسباني ” خلال الأسبوع الأول من حزيران 2010. يقول الصحافي هولينغشيد: ” لقد اكتشفت الآن عصابة سرية تضم شخصيات عالمية مثل: هينري كيسينجر، دايفيد روكفيللر، الأمير البريطاني تشارلز، بيتر ماندلسون، لورد كارينغتون، دايفيد كاميرون، الملكة بياتريكس، و رئيس بنك باركليز، تتآمر ( plotting ) لاسقاط عموم حكومات كوكب الأرض و تنصيب إمبراطورية فاشية عالمية وحيدة” على أشلائها (!؟)، و يمضي هولينغشيد قائلاً ما معناه: ” و تحت إسم مجموعة بيلديربيرغ، قام هؤلاء السادة الأزلام من قبلُ بإنشاء و تهديم كيان مارغاريت ثاتشر السياسي، و أطلاق شرارة سقوط سلوبودان ميلسوفيتش، كما يخططون اليوم لقصف إيران،…، إنها قصة ضخمة، اليس كذلك؟، و ليس ثمة أحد هنا يأخذ قولى على محمل الجد. فالجميع منسجم و منشغل هنا مع شعار منتجع سيتغيز القائل: ” ستطير أسراب السنونو مبتعدة عن الشتاء نحو الجنوب ؟! “. علماً بأن القاصي و الداني بات يعلم اليوم يقيناً بأن تأسيس مجموعة بيلديربيرغ قد تمَّ على يد ” عصبة ” مكونة من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق دينيس هيلي، و جوزيف ريتينغر، دايفيد روكفيللر، و الأمير برنارد الهولندي عام 1954، و كانت غايتها جمع شمل ” ذوي السطوة العالمية ” من الرأسماليين، الصناعيين، السياسيين، و صناع الرأي العالمي، تحت راية نواة الحكومة / الامبراطورية السرية العالمية الجديدة هذه، و البدء بتكوين ” إدارة إمبراطورية تلمودية حرة/ صهيونية/ فاشية/ طاقية ” تتابع تلك المهمة المقرَّةَ، قبل ثماني قرون خلت من الزمان (!؟)، على ” نبلاء البندقية السود: Venetian Black Nobility “، ألا و هي مهمة شيطانية مرساة على ” نظرية المؤامرة الامبريالية ” التي سبق و تحدثنا عنها في مقال رأينا المشار إليه أعلاه. هذا و لم يتردد الصحافي إيان هولينغشيد في التحذير من عاقبة ” التحرش بفضاءات إمبراطورية الظلام البترولية ” هذه، مذكراً بما اصاب بقاء الصحافي الأمريكي جيم تاكار من دمار وهو يتحرى حقيقة القضاء على مارغاريت ثاتشر, بُعَيْدَ تحديها المنظور الامبراطوري، المبين أعلاه، عند حضورها الأول لاجتماع هذه الحكومة السرية العالمية. و رداً على هذا التحدي، عمدت الادارة الامبراطورية لاحقاً إلى تنصيب ” معاون سائق ( a bus conductor ) لأحد باصات لندن ( أي جون مايجور ) في سدة رئاسة الوزراء البريطانية بدلاً عنها !!!. و في هذا الصدد أيضاً يؤكد الصحافي جون رونسون، زميل جيم تاكار، على: ” إمتلاك حكومة بيلديربيرغ لكل مقومات تنصيب رجال/ نساء مؤامرة ظل ( shadow conspirators ) قادرون دون تردد على تنفيذ أية مهمة إمبراطورية ما في العالم …الخ “، فذكرنا قول رونسون هذا بحال العديد من ” عتاة ظل ” النظام العربي الحاكم القائمين على كسر عمود خيمة بقاء و نماء الوطن العربي و هدها على رؤوس العرب جميعاً. و يتابع إيان هولينغشيد قوله قائلاً ما معناه: ” لا بد من التأكيد على أن هدف الحكومة السرية العالمية يتركز في العمل سريعاً على تعزيز سطوة شبكات الكارتيلات الدولية، باعتبارها الأداة الرئيسة لحكومة العالم السرية لرسم أقدار شعوب العالم و إدارة و احتياجاتها، حتى يشيب الغراب و يفنى التراب ( و ذلك حسب تعبير الوثيقة العتيقة لاتفاق ” الامارات العربية المتصالحة ” وقتئذٍ مع الاستعمار البريطاني القديم، أي قبل قيام دولة الامارات العربية المتحدة على يد ” شيخ العرب ” المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان). و في الوقت الذي يعزو به الرئيس الكوبي كاسترو معظم صراعات عقد السبعينيات من القرن العشرين الفارطة إلى أحد تكتيكات ” حكومة الامبراطورية السرية ” الرامية وقتئذٍ لاسقاط عقيدة أوبيك / أوابيك، يبدو أن إجتماع إسبانيا الأخير سيكون متميزاً في طموحاته و ذلك حين أضيف إليه حضور المستشارة أنجيلا ميركيل بصحبة جوزيف آكرمان مدير بنك دويتشه الألماني، و ريتشارد هولبروك ( الموفد الخاص للرئيس الأمريكي في أفغانستان )، و غوستاف رينديليز كبير الاعلاميين الفينيزويليين، و طوني بلير، و مارغاريت ثاتشر، و بيل كلينتون،…الخ، هل سيتقرر رفع أسعار البترول كما حدث عام 1973؟، هلى ستفرض منظمة الأمم المتحدة ضريبة دولية على إستهلاك الطاقة داخل الأمم النامية إقتصادياً؟، هل ستتوحد معتقلات الحرية في عالم الجنوب تحت راية الادارة الامبراطورية؟، هل سيتم زرع أجهزة تنصت / مايكروفونات في رؤوس صناع القرار العرب؟، أنا أتفق حتماًَ مع أحد الاعلاميين الشماليين الذين غطوا اجتماع إسبانيا حين قال: ” إن هذا الحضور المخيف في الحكومة السرية العالمية، قادر على قتل ما لايقل عن نصف البشرية…الخ “، فهل حانَ صراحةً حينُ حكومة تلامذة القائد الصيني العظيم ماو تزي دونغ أم ماذا؟.
الدكتور عدنان مصطفى
وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ( سورية )
رئيس الجمعية الفيزيائية العربية
profamustafa@myway.com
الباب، محافظة حلب، سورية

التعليقات متوقفه