الاشْكَالِيَةُ الاقْتِصَادِيَةُ الدَوْلِيَةُ:أ ثَمَةَ إِبْلالٌ وَ العِلَةُ قائِمَةٌ ؟
منذ الشهر السادس من شهر آب 2009 الفارط و حتى حلول شهر آب 2010 قريباً، يشهد العالم ” إنكشافَ وجودِ مسؤوليةٍ شريرةٍ عتيقةٍ ما (!؟) لدى ادارة الرئاسة الأمريكية المهزومة في هذا الزمان، و ذلك بالوكالة عن إمبراطورية الظلام البترولية، و تحديداً فيما يخص:
(1) تصنيع و تنفيذ لعبة تفجيرات الحادي عشر من أيلول 2003 الأمريكية المحزنة، و (2) حبك مشاهد احتلال بلاد الرافدين و تبعاته البترولية/ السياسية، و (3) إخراجِ روايات التوحش الضارية الجارية ما بين أفغانستان العتيدة و فلسطين الصامدة و في لبنان الأبي ، الأمر الذي بات يجهر اليوم ببداية تفجر مثيرٍ ” لِتُقْيَةِ المدنية الرأسمالية العالمية الجديدة ” . و الحقيقة تقال: أن الجهر بهذه الحقيقة الشمالية المخزية قد بدأ في صباح الأول من آب 2009، حينما قدم السيد فان جونز – مستشار البيئة لدى الرئيس الأمريكي الدكتور باراك أوباما – استقالته من منصبه، تجنباً لاعصار سياسي متطرف أثاره الجمهوريون مؤخراً في سماوات حكم إدارة الرئيس اوباما الملبدة بخزي الرأسمالية الشمالية المعاصرة. ففي مركز البحوث الطبية – السياسية الجمهوري، أي ذلك المحاكي طبياً لمايو كلينيك العالمي الشهير، تأكد لطاقم الباحثين الامبراطوريين الجدد، و بما لا يقطعه الشكُّ، وجود ثمة نية – لا يستهان بزخمها لدى إدارة الرئيس أوباما – عازمة بشكل ما على نشر حقائق تلك العريضة المثيرة للجدل التي وقع عليها السيد فان جونز من قبل عام 2004، أي تلك الوثيقة المؤكدة على: ” إن الادارة الأمريكية السابقة، التي قادها الرئيس المهزوم جورج والكر بوش إياه، سمحت عن سابق قصد (!!!) بحصول هجمات سبتمبر / أيلول 2003…”، كما دعت هذه العريضة وقتئذٍ، دون جدوى ، إلى فتح تحقيق رسمي ما في هذا الشأن الخطير” ( أنظر تفاصيل الخبر مثلاً في شبكة CNN الأمريكية المنشور في يوم 06/09/09 بعنوان: ” استقالة مستشار لأوباما اتهم إدارة بوش بالتورط بهجمات 9/11 ” ).
و الجدير بالذكر حول استقالة المستشار فان جونز أنه أكد في نص استقالته الشجاعة قائلاً: ” ” في خضم هذه اللحظة التاريخية في الصراع لأجل تطوير أنظمة الطاقة والرعاية، فإن أعداء الإصلاح يشنون حملة من الشائعات ضدي، يستعملون فيها الكذب وأساليب التفريق وتشتيت الانتباه “. و بتكشف هذه الحقيقة المشينة حقاً، تكون عملية اماطة لثام جدية قد انطلقت فعلاً لتكشف عن مصدر و طبيعة فايروس ” وباء الارهاب الامبراطوري الخفي المزمن “، و من هذا المنطلق يمكن تفسير التواضع الملفت للنظر لوسائل الاعلام الشمالية و هي تغطي ذكرى الحادي عشر من أيلول البترولي، منذ إيلول 2009 و حتى اليوم تحديداً: فلقد تصرفت جدلاً و كأنها تحيي ذكرى ميلاد أحد أزلام الامبريالية البترولية الظلامية المنقرضين، و ليكن من بينهم مثلاً ذلك الطيب الذكر (!!!) ميخائيل غورباتشيف بطل الفيلم التاريخي المشهور بعنوان ” مدمرالاتحاد السوفييتي الفريد!!؟؟ “. و في الوقت الذي تسعدنا به رؤية تفجر ” اشكالية التُقْيَةِ ” هذه في قلب بنى العقائد الرأسمالية الظلامية قيد التطبيق اليوم، لم تحظ البشرية الجنوبية المستضعفة بعدُ بسعادة مماثلة تكشف حقاً طبيعة أشياء فايروس” الانحسار الاقتصادي العالمي “، الأخذ بناصية بقاء و نماء البشرية من أعلى الأرض إلى أدناها. ثمة من يذكرنا مشكوراً بجهود قمم السبع، و قمم العشرين، و منتديات الأعمال و الاقتصاد و الدفاع و الأمن و المال التي انعقدت عبر الشمال لكشف مصدر و طبيعة أشياء فايروس ” وباء خنازير الرأسمالية ” المعاصر، بل ” الانحسار الاقتصادي العالمي “، و كان أكثرها تخصصاً و إتقانا ذلك الجهد الذي أبداه المخرج الأمريكي الشجاع مايكل مور (Michael Moore ) عبر فيلمه المثير للاعجاب و الذي تم عرضه في اليوم الأول من مهرجان البندقية السينمائي ( 2009 ) ( Sunday, 6 September 2009 ) وكان بعنوان ” الراسمالية: قصة حب -Capitalism: A Love Story ” . و بالاطلاع على التقويمات السينمائية لفيلم مايكل مور مثلاً، نتبين أنه قد أصاب جدلاً جوهر حقيقة وباء الانحسار الاقتصادي الراهن و ذلك عندما دلل موضوعياً على فايروس هذا الوباء قائلاً: ” لقد ابتكر أشرار الشركات الرأسمالية الكبرى، و في مقدمها أزلام الامبراطورية البترولية الكبرى في إدارة الرئيس المهزوم جورج والكر بوش، هذا الوباء في المختبرات المالية لعصبة الفسق الرأسمالي في الولايات المتحدة الأمريكية “. و في هذا الصدد كتب الناقد السينمائي المميز في صحيفة الغارديان البريطانية، جيفري ماكناب، قائلاً ما معناه: ” باسلوب مثير و ممتع ،حملنا مايكل مور معه لرؤية طبيعة أشياء الفايروس كما فعل ذلك من قبل المخرج الشهير فرانك كابا في ثلاثينيات القرن العشرين الماضية حينما إقنع الشعب الأمريكي بظلامية الادارة الأمريكية و بفحش أشباح وال ستريت في الولايات المتحدة الأمريكية. و بمضاهاة طبيعة أشياء سقوط الامبراطورية الرومانية مع مثيلاتها اليوم في الامبراطورية الظلامية الشمالية، تمكن مايكل مور من تحقيق سطوع نجمه و تقدمه الحضاري في كشف مصدر وباء الخنازير الرأسمالي إضافة إلى فلاحه المشهور كصانعٍ للمتعة السينمائية الشريفة الخيرة،…الخ “. و أعتقد هنا بأنه لو أخلص صناع قرارات قمة العشرين الأخيرة في توجههم لتعزيز بنى الشمال الرأسمالية المنهارة لتوجهوا مثلما فعل مايكل مور إلى ” استئصال الوباء ” و ليس إسعاف البنى المالية المتداعية بحقنها بتريليونات الدولارات دون ” استصال العلة “. و رغم أن صناع القرار الكبار في البنك الدولي هم الذين ساهموا في نشر ” وباء الخنازير الرأسمالي ” حتى اليوم، فقد جاء التقرير الصادر عنهم في حزيران 2009 بعنوان: ” توقعات الاقتصاد الدولي: Prospects for the Global Economy “، مؤكداً على حقيقة ” تقزم الاقتصاد الدولي بقدر 2.9 % خلال العام الجاري و توقع هبوطه الحالي نحو 2.0 % أو يزيد في عام 2010 القادم “. و بطبيعة الحال، سيؤدي تفاقم هذه الاشكالية الرأسمالية القاتلة إلى إندفاع صناع استراتيجيات إمبراطورية الظلام البترولية باتجاه تبني خيارات سابقة للإمبراطورية الرومانية، حيث يرد في مقدمها خيار الحرب الوحشية على أي ” إتجاه معاكس “، كالذي تبديه الجمهورية الاسلامية في إيران، و المقاومة العربية في فلسطين و لبنان، و الصمود الوطني – العربي – الوحدوي في الوطن العربي عموماُ. و في الوقت الذي تتكاثر فيه الشواهد المثيرة على تقدم إدارة الرئيس الأمريكي المستضعف باراك أوباما باتجاه تنفيذ خيار الحرب الامبراطورية المنظورة هذه، يبرز تأكيد الرئيس الإيراني على توفر ثمة معلومات دقيقة لديه تقول : ” بأن ” أمريكا وإسرائيل ” قررتا مهاجمة دولتين على الأقل في المنطقة خلال الشهور الثلاثة المقبلة ” ( CNN، الثلاثاء، 27 تموز/يوليو 2010 ). وأضاف نجاد إن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين للمخطط، موضحا: ” أولا وقبل كل شيء، إنهم يريدون عرقلة تقدم إيران لأنهم يعارضون نمونا، وثانيا أنهم يريدون إنقاذ النظام الصهيوني لأنه قد وصل إلى طريق مسدود، والصهاينة يظنون أن إنقاذهم يكمن في مواجهة عسكرية “. و لا أجدني في هذا المقام بعيداً عن تصديق المصدق بطبيعة الحال، و أنا أتأمل مع أحرار العالم في كل مكان (Global Research ، Israel’s Insane War on Iran Must Be Prevented، July 26, 2010 ) موقف رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون ” التكتيكي” وهو يزور اليوم العاصمة التركية اسطنبول ، و ما تفعله عناصر الموساد الاسرائيلية و أفراد سلاح الجو الإسرائيلي في كل من شمال العراق و رومانيا ( CNN ، ماذا تفعل إسرائيل” في سماء رومانيا؟، الأربعاء 28/07/2010 ) و ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ناهيك عن شبه إعلان عصابات جنوب السودان عن سلخ الجنوب البترولي السوداني ( CNN ، دولة جنوب السودان تنعى الوحدة وتستعد لعلاقات مع “إسرائيل ، الأربعاء، 28/07/201 ) ، فيا أحرار العرب إنتبهوا.
الدكتور عدنان مصطفى
وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ( سورية )
رئيس الجمعية الفيزيائية العربية
profamustafa@myway.com
الباب، محافظة حلب ، سورية
7/28/2010 3:37:10 PM

التعليقات متوقفه