مصادر: الامارات تريد انضمام شل لمشروع شاه للغاز بعد انسحاب كونوكو

قالت مصادر بقطاع الطاقة ان الامارات ترغب في انضمام رويال داتش شل الى مشروع شاه للغاز الطبيعي الذي يتكلف عشرة مليارات دولار بعد انسحاب شركة كونوكو فيليبس الامريكية العملاقة من المشروع.

 

وقالت المصادر ان الاتفاق على شروط الصفقة سيكون العقبة الاكبر أمام اقناع شل بالمشاركة في المشروع الذي يهدف لانتاج الغاز عالي الكبريت في الامارات العربية المتحدة ثالث أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

 

ولم تفز شل في المناقصة الخاصة بالمشروع في 2007-2008 رغم اعتبارها لفترة طويلة المرشح الاوفر حظا وبعدما أنفقت موارد هائلة أثناء التحضير لعرضها.

 

وقال مصدر في الامارات “أدنوك خاطبت شل. ربما تحجم شل عن الدخول في المشروع من باب الكبرياء بعدما جرى رفض (عرضها) من قبل لكن في حال الحديث عن الاموال…أعتقد أنه سيجري التوصل لحل وسط.”

 

وقالت المصادر ان المحادثات تجري بشكل غير رسمي حتى الان وأحجم متحدث باسم شل في الامارات عن التعقيب.

 

وكانت الامارات قالت في وقت سابق انها ستمضي قدما في المشروع رغم انسحاب كونوكو لكنها أضافت أنها تبحث عن شريك عالمي اخر للمساعدة في تنفيذ مشروع المجمع.

 

وقال سيف الغفلي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لتطوير الغاز المحدودة للصحفيين في مؤتمر صحفي ردا على سؤال بشأن ما اذا كانت شل الشركة المفضلة لتولي المهمة “ربما.”

 

واضاف أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) هي من يتخذ القرار بشأن تلك الامور وانها تجري محادثات مع شركاء محتملين.

 

وشركة أبوظبي لتطوير الغاز تابعة لادنوك التي تديرها الدولة والمسؤولة عن تطوير الحقل.

 

وأبلغ عبد الله المهيري نائب الرئيس للمشروعات في شركة أبوظبي لتطوير الغاز مؤتمرا صحفيا اليوم الاربعاء أن المشروع يمضي قدما وأن الشركة مازالت تجري مناقشات مع شركائها.

 

وأضاف المهيري أن التكلفة التقديرية للمشروع لم تتغير وتبلغ حوالي عشرة مليارات دولار مضيفا أن المبلغ النهائي لن يتحدد الا لدى منح جميع العقود.

 

وانسحبت كونوكو من المشروع في ابريل نيسان في اطار الاستراتيجية العالمية للشركة بالتركيز على التنقيب عن النفط والغاز وانتاجهما بدلا من التكرير والمعالجة.

 

ويهدف مشروع شاه لانتاج الغاز الطبيعي لكنه يتطلب أيضا استثمار مليارات الدولارات في محطات معالجة الغاز وهو ما تريد كونوكو أن تتجنبه. ومن المقرر أن تعالج المحطة حوالي مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز الخام ليضخ نحو 540 مليون قدم مكعبة من الغاز الصالح للاستهلاك في شبكة الامارات.

 

وكانت شل واحدة من أربع شركات قدمت عروضا للحصول على العقد الذي فازت به كونوكو في فبراير شباط عام 2008. والشركتان الاخريان هما اكسون موبيل اوكسيدنتال الامريكيتان.

 

واعتبرت شل الاوفر حظا للفوز بالمشروع حتى قبل فوز كونوكو بأسابيع اذ أجرت الشركة الانجليزية الهولندية دراسات مستفيضة في حقل شاه وشاركت في انتاج الغاز في الامارات لاكثر من 30 عاما.

 

وتملك شل حصة 15 بالمئة في شركة أبوظبي لصناعات الغاز المحدودة ( جاسكو) التي تملك امتياز انتاج ومعالجة الغاز الطبيعي من حقول الامارات البرية.

ولم تبد شل تحمسا لاحتمال المشاركة في المشروع عندما انسحبت كونوكو منه في ابريل.

 

وقال سايمون هنري مدير شل المالي للصحفيين في مؤتمر بالهاتف في أواخر ابريل “زاد ذلك من الفرص المتاحة لنا قليلا … لدينا بعض المشروعات الكبيرة في أماكن أخرى من العالم حاليا.”

 

وقالت المصادر انه سيكون من الصعب الاتفاق على الشروط التي تجعل المشروع مربحا لشل ورخيصا بما يكفي بالنسبة للامارات. وتدعم الامارات معظم أسعار الطاقة للمستهلكين لذلك فكلما زاد الثمن الذي ستدفعه الى شل زادت تكلفة الدعم ما لم ترفع الدولة الخليجية الاسعار على المستهلكين.

 

وقال مصدر “شل لديها الخبرة والتكنولوجيا وتعرف كل شيء عن الحقل … بالطبع تتظاهر شل بعدم الرغبة في دخول المشروع الان لكن هذا جزء من أسلوبها في التفاوض. لكنني أعتقد أنهم اذا عادوا الى الطاولة فسيجدون خيارا ملائما لهم.”

 

وأضافت المصادر ان الامارات سيكون عليها اما رفع السعر الذي ستدفعه مقابل الغاز لتوافق شل على الانضمام الى المشروع أو ايجاد طريقة أخرى لتحسين الشروط. وقال مصدر ان الامارات عليها أن تعرض حوالي خمسة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز حتى يصبح المشروع مربحا لشل.

 

وسيكون هذا السعر أكبر بكثير مما كانت الامارات مستعدة لدفعه لكونوكو. وأضاف المصدر أن الامارات كانت تريد الغاز بدون مقابل وأن تغطي كونوكو التكاليف وتحقق الارباح من خلال مبيعات المركزات والنفط الخفيف الى الاسواق العالمية. ويصاحب انتاج المركزات والنفط الخفيف انتاج الغاز.

 

وأضاف أن عرض مثل هذا السعر للغاز المحلي سيمثل تغيرا كبيرا في النظرة لاسلوب انتاج الغاز وتكلفته في الامارات.

 

وفاق الطلب على الغاز الطبيعي الامدادات في السعودية والامارات والكويت وسلطنة عمان مع نمو اقتصاداتها وتنوعها بفضل طفرة مولتها عائدات النفط. واضطر ذلك الكويت والامارات على استيراد الغاز مما يعرضهما للاسواق والاسعار العالمية ويروج لتغيير في قيمة الغاز الطبيعي من وجهة نظرهم بعد أن كانوا ينظرون اليه باعتباره منتجا ثانويا مزعجا.

 

وبحسب احصاءات بي.بي تمتلك الامارات سابع أكبر احتياطيات من الغاز في العالم تقدر بنحو 227.1 تريليون قدم مكعبة. ونسبة كبيرة منها هي من الغاز عالي الكبريت.

 

ويحتوي الغاز في حقل شاه على كبريتيد الهيدروجين بنسبة حوالي 30 بالمئة مما يجعل انتاجه أكثر صعوبة من انتاج احتياطيات الغاز التقليدي.

 

ووقعت شركة أبوظبي لتطوير الغاز اليوم الاربعاء عقودا مع شركة هني ويل ومجموعة الجابر للعمل في حقل شاه. وستنفذ مجموعة الجابر الاعمال الاولية في المواقع بينما ستوفر هني ويل الخدمات التكنولوجية

 

وجرى بالفعل ارساء ستة من بين عشر مجموعات عقود انشاء بقيمة اجمالية بلغت 5.6 مليار دولار بخصوص مشروع شاه.

 

وقال الغفلي ان شركة أبوظبي لتطوير الغاز تعتزم ارساء عقد لبناء مصنع للكبريت في الموقع وذلك خلال الربع الاخير من 2010

رويترز


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه