الْجَدْوَلُ الدَوْرِيُّ المُبََعْثَرُ لِلْعَنَاصِرِ الْبِتْرُوْلِيَةِ!؟
ثمة إضطراب مصيري كبير يدب اليوم في أرجاء معسكر القيادة الامبراطورية البترولية، فلا يتمكن الاعلام الشمالي برمته من إخفاءِ تكشفات أعراضه المصيرية القاهرة أو التستر عليها في مختلف الأصعدة الاستراتيجية التنموية الاقليمية و الدولية، كما يجري اليوم من صراع حادٍّ مرير بين البيت الأبيض الأمريكي و البيت البترولي إياه لشركة البترول البريطانية ( BP ) من جهة،
و لا تفلح قوى الاستيطان البترولية المنبثة / الخفية في عالم الجنوب من ستر مختلف تبعات / عواقب هذا الاضطراب الاستراتيجي الدولي الشامل في آفاق و خطط و مشاريع التنمية الطاقية الاقليمية الخاصة بأممها من جهة أخرى. و المثير للأسى في هذا التصرف الدولي كله أن هذا الاضطراب التاريخي سيجري – خلال بضع سنين مقبلة – تغييراً حاسماً في صيغ ” طبائع أشياء ” عناصر البقاء الانساني كله، و لربما يضارع في الشكل و المضمون ذلك ” التحول التفككي الفيزيائي الطبيعي: decay transformation “، المقدَّر تحقيقه – منذُ 4.5 بليون عام مضت و حتى الآن – لبعضِ العناصر الفيزيائية المادية المشعة ( كاليورانيوم U و الثوريوم Th )و هي تسعى نحو حيازة طبيعة أشياء جديدة، تحط في آخر المطاف عند الطبيعة النهائية القارّّة لعنصر ” الرصاص : Pb ” إياه. و باعتبار أن هذا الرأي موجه عموماً لقراء العربية الأكارم الذين لا يملكون سوى المعرفة الفيزيائية الأولية بحقيقة الاضطراب المشار إليها بدايةً، و لا نريد عبر رسالتنا السياسية / التنموية هذه، أن نثقل على أذهانهم بِتَعِلاَّتِ الفيزياء النووية المتخصصة، سنجتهد هنا في إبتكار محاكاة ( simulation ) عِلَّةِ هذا الاضطراب الامبراطوري البترولي، بما هو مقدر طبيعياً، في سائر الأكوان التي خلقها الله جلت قدرته، لبعض أبرز علل ” التحولات التفككية المضادة :” reversible processes التي تجري اليوم ما بين الوطن العربي و إيران و أفغانستان.
و قد أدرك القاصي و الداني تحت شمس كوكب الأرض اليوم أن الله جلت قدرته قد قيض للمقاومة الشعبية الوطنية الجنوبية، و في لبنان و فلسطين المحتلة و العراق و أفغانستان تحديداً، أن تنتصر بالايمان و اليقظة و الصبر على معظم الخطط الامبريالية الرامية إلى تفكيك قواها، و سلب ثرواتها، و اغتصاب أراضيها، فقد تمكنت مثلاً من : (1) ” تحويل :: ” transformation وجهة ” إنسكاب الرصاص التلمودي ” و غيره ليصب في نحور القوات الأمريكية / الصهيونية المعتدية و الغازية – منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي و العشرين الجاري و حتى اليوم – و ذلك ما بين لبنان و غزة و العراق، و (2) ” تنشيط :” activation جهود تخصيب اليورانيوم الوطنية – الايرانية لتوليد الطاقة الكهرونووية و ذلك بشكل متزامن مع تصعيد الوفرة في رصاص الثورة الاسلامية الايرانية اللازمة لردع أي اعتداء تلمودي قد ينجز في المنظور العاجل على الجمهورية الاسلامية الايرانية الصامدة، و (3) ” إغناء :” enrichment رصاص المقاومة الوطنية الأفغانية العتيدة بمنتجات مزارع الأفيون، التي تديرها المخابرات المركزية الأمريكية ( CIA ) عبر حكومة كارازي القزمة، مقابل رصاص الناتو المشبع باليورانيوم المدمر، فيتمكن بذلك المقاوم الأفغاني من شلِّ أعصاب قوى عناصر الناتو الوحشية الدموية الضاربة و إرهاص قادته بالخوف حتى الموت. و لا ريب في أن تعاظم فعل هذا الفتح الجنوبي ثلاثي الأبعاد هذا، أي فلاح : ” التحويل و التنشيط و الاغناء “، قد أطاش حجر القيادة الامبراطورية البترولية، فألقى بالعقل الامبراطوري المتجبر في عين إعصار التغيير التأريخي الشامل الآخذ اليوم بناصية ” طبائع أشياء ” عناصر التسلط الفيزيائية / الكيميائية الامبريالية. و من هذا المنطلق الواقعي، تشهد البشرية اليوم جهاراً حدوث إختلاط عقل ” حابل ” النظام العربي الحاكم ( أي ذلك المتلذذ بخنوعه السلطوي الجنسي في أحضان التوحش الامبريالي التلمودي و الحالم بحمل الطفل الامبراطوري البترولي في أرحامه الشيطانية الداعرة)، ” بنابل ” إمبريالية الظلام البترولية ( بل ذلك المهزوم جنسياً : dysfunction في مختلف ممارسات التسلط الامبريالية ما بين كارثة الشقيقة البترولية الكبرى BP في خليج المكسيك و كارثة توقف أعمال الاستكشاف و الانتاج البترولية في شرقي البحر الأبيض المتوسط و ذلك على سبيل المثال لا الحصر ).
و في إطار وعي هذا الاختلاط العقلي الامبراطوري، يمكن بمنتهى البساطة إدراك الكيفية التي يستخدمها منظرو الفكر الامبريالي التلمودي البترولي لوضع جدول دوري جديد للعناصر الفيزيائية / الكيميائية البترولية ربما، ربما، ربما … يحاكي ذلك الجدول الذي ابتكره الكيميائي / الفيزيائي الروسي العبقري ديميتري إيفانوفيتش مينديلييف ( Dimitri Ivanovich Mendeleyev ) في عام 1869 للعناصر الفيزيائية / الكيميائية الطبيعية المتوفرة على الأرض : The Periodic Table of Elements “. فعلى لوح جدولة هؤلاء المفكرين الاستراتيجيين نتبين جلياً تلك العصبية الشديدة في تحريـك و موضعة ( citation ) العـنـاصـر البترولـيـة ( المقيمة و المستوطنة في الوطن العرب خصوصاً و الجنوب عموماً ) فنتبين مثلاً: أصوات ” المجعجين ” المشهورين بسفك دماء الشرفاء و الأخيار، و المنمقات الدينية ” لعظات ” المتماهين بالأديان السماوية (!) و التجار، و تصرفات ” المهووسين ” بالانتماء للامبريالية التلمودية الدموية و المتوحشين الأشرار، و أفعال ” المستوطنين “، من أبناء و أحفاد أولئك الذين غزوا بلاد العرب خلال القرون الوسطى و أكثروا فيها الدمار، فهؤلاء جميعاً هم الذين يلتجئون اليوم خائفين مشاورين سادتهم الكبار / الصغار في مختلف أرجاء الشمال و الغرب و ذلك للتعرف و الاطمئنان على منظور مواقعهم ضمن الجدول الدوري للعناصر البترولية الجديد المختار (!؟). و تحت مظلة عمليات هذا الابتكار، يجري ثمة تنافس شديد بين قادة أمم الشمال الثمانية الكبار على ” عصر ” جيوب العديد من أنظمة الحكم العربية المصدرة للبترول لتمويل بحوث الجدولة هذه، و من ثم صرفهم – بطبيعة الحال – بعيداً كي يستمتعوا بأوقاتهم الحافلة بشبق التسلط و التبذير الضاري، حيث لا تتواني إدارات الاعلام المأجورة / المشبوهة لهؤلاء الأشرار عن تغطية بعض جوانبها جهاراً، فتتماهي سراَ و علانية مع مقاصد و غايات إعلام الموساد التلمودية ليل نهار، و الأمر في خاتم صبر و مرابطة العرب الأحرار يعود دوماً للواحد القهار.
الدكتور عدنان مصطفى
وزير النفط و الثروة المغدنية الأسبق ( سورية)
رئيس الجمعية الفيزيائية العربية

التعليقات متوقفه