أُقْتُلُواْ بِيْلَ خَلِيْجِ المَكْسِيْكْ البِتْرُولِيّْ!

في سياق تقدم البحث و التطوير التقني البترولي العام، نعتز كثيراً بكل ما يتمُّ من فلاح و تقدم في إطار كشف و تأكيد و تقويم مكامن الثروات البترولية العالمية، كما نسعد أكثر بحسن ” ترشيد ” استغلال هذه المكامن في كل مكان، و بخاصة ذلك التطور المشهود في مختلف أشكال إتقان ” الحفر المائل و الافقي و…الخ ”

 الذي يجري استخدامه منذ بضعة عقود خلت من الزمان و حتى اليوم. المذهل حقاً، و الجديد فعلاً في التعبير عن قوة شان هذا الاتقان، أنه ساعد مستخدميه مؤخراً على ” تسهيل أمر (!) “صُناعُ القرار البترولي العربي الكبار، و هم يتابعون تأكيد مصداقية ” طواعيتهم: susceptibility ” لأوامر و نواهي الشقيقات البتروليات الخمس، و هي التعليمات الشمولية – الطاقية القاضية جميعاً بأن: يقوم ” بعضُ ” العرب في ( أوبيك / أوابيك ) ببذل ما بوسعهم من تمويل / سياسة / أمن / …الخ، في مساندة أعمال الاستكشاف و الحفر و التطوير العربية لكي تصب بنهايات المطاف في بحر ” وفرة البترول العربي الرخيص نسبياً ” تحـــت شمـــس الكوكــب (!؟)( أنظر التفصيل مثلاً في وقائع مؤتمر الطاقة العربي التاسع، الدوحة، 9-12 أيار، قطر ). ما أفسد التعبير عن مضاء هذه الطواعية مؤخراً، هو ذلك التفجر البترولي الرهيب القائم الآن في ذات ” بئر خليج المكسيك ” (!؟) قرب الشواطيء الأمريكية:

( أنظر التفاصيل مثلاً في: www.msnbc.com :
BP resumes ‘top kill’ effort to stop leak
Gulf disaster becomes biggest spill in U.S. history, May 27, 2010)

ثمة من يقف ليقول باستغراب كبير: ” إتق الله يا أخي، كيف تحقق لك ربط توجه هذه الطواعية الاستكشافية العربية بذلك التفجر الفريد الآخذ بناصية العمل البترولي القائم فوق منصة الشقيقة البترولية الكبرى ( BP ) في خليج المكسيك؟ “. و في الوقت الذي يتوفر به العديد من الأمثلة المقاربة / المحاكية لما نقول، نرى في خضم فورة انتشار الحوارات الاستراتيجية العالمية الكبرى اليوم، و بخاصة ” إستراتيجية أوباما الأمنية الجديدة ” ( أنظر التفاصيل مثلاً في موقع: www.Arabiccnn.com: الجمعة، 28 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 08:41 ). أنه من الأجدى إيراد الحوار ( dialogue ) التقني المتواضع و الممكن التالي: باعتبار أن الحفر الاستكشافي / التطويري في الخليج العربي قائم ليل نهار على يد جيل مخلصٍ من أخوتنا الحفارين، لن يعدم المتابع لنشاط هؤلاء الشجعان فرصة مشاهدة أحد قادة ” الحفر العميق: الأفقي، المائل،…الخ ” ، و هو يأمر حفاريه بالمضي قدماً فوق ” طبقة الخفّ العربية / الايرانية ” مثلاً، ، فإذا بهم لحسن / لسوء الحظ يعبرون القشرة الأرضية ليحط بهم الرحال في خليج المكسيك إياه. وا فرحتاه لقد جاء الفرج، و لم يعد ثمة من خوف على أمن نقل البترول العربي المنتج كالفرات (!؟) اليوم، فبهذا الانتصار الجديد يمكن مثلاً تحقيق الربط المباشر بين مكمن ” طبقة الخف العربية / الايرانية الجبارة ” ( ذات الضغط الطبقي الشديد المعروف ) بمكامن طبقات خليج المكسيك المتكسرة التي تعمل فوقها منصة الشقيقة البترولية الكبرى ” BP ” المحترقة الآن (!؟) و كفى الله المنتجين / المستهلكين شرَّ القتال. و في غمرة هذا الانتصار الكبير جاء حدوث هذا الانفجار على منصة ( BP ) مع مزيد الأسف. ربما يخطر ببال احدهم، في رئاسة اركان إمبراطورية الظلام البترولية، أن يعزو حدوث هذا الانفجار مثلاُ لاستهتار ذلك الحفار العربي، / المسلم / الأصولي….الخ(!؟)، العامل فوق تراب ” طبقة الخف العربية / الايرانية ” البداية، و إستهانته بضبط نهاية اتصال أنبوبه القادم من عند مكمن محكم فائق الضغط الطبقي الجيولوجي ( كمكن الخف العربي / الايراني هذا ) إلى مخرج مناسب له عند مكمن جيولوجي متكسر عميق ( كمكمن خليج المكسيك الخاص بشركة BP ). لا ريب في أن ذنب هذا الحفار المسكين كبير(!؟)، فهو قد أفشل حقاً: دون قصد أو عمداً ( و الله أعلم ) عملية تواصل (!؟) نقل محتويات ” مكمن الخف العربي / الايراني الجبار ” مباشرة لأحضان خزانات شركة ( BP ) الاستراتيجية، و هو ذنب كبير لا يغتفر طبعاً. و نعتقد أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري روضام كلينتون الجبارة / الناعمة ( حسب لغة استراتيجية أوباما الأمنية الجديدة )، ستبادر فوراً بنقل تفاصيل العقاب لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث لا نستبعد – في ظل النعومة السياسية الأمريكية/ التلمودية الطارئة – أن يأخذ العقاب الشمالي هذا غير شكل تكليف المصارف الخليجية العربية المسرورة / المنتشية بتبليط البحار، و ذلك ” بمساعدة ” الشقيقة الكبرى ( BP ) في رأب الصدع الطاريء، الذي سببته غفلة ذلك الحفار المائل العربي. ربما يشمل هذا التكليف حث قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ( GCC ) أيضاً على المبادرة لتمويل مختلف برامج تنظيف البيئة الأمريكية، كل ذلك إضافة إلى الشد على يد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ” الخائف تحت مظلته الأمنية الاستراتيجية الناعمة ” من غضب إمبراطورية الظلام البترولية عليه، كونه عمد مكرها، عبر تردده في حسم الأمور ضمن المنطقة العربية، إلى تذكيرها بفشل سابقه جورج والكر بوش، ( بل المرسل التلمودي المهووس، كما تؤكد مذكراته المنشورة مؤخراً )، في ” تنفيذ المهمة ” القاضية بإعلاء راية السيطرة التلمودية على أقدار العرب جميعاً. ربما ستناور هيلاري روضام كلينتون بنعومتها الجبارة الطارئة، قائلة ما معناه: ” إن الذنب في احتراق منصة ( BP ) لا يقتصر على من هو وراء الحفار العربي ( ذلك الفاشل في إيصال طرفي أنبوب الحفر المائل) بل يمكن أن يشمل سيكار الرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو الصامد الذي أشعل النار في سهل منصة ( BP) كلها، و ربما تفكر إيضاً بإلصاق تهمة ما بالرئيس الفينيزويلي هوغو شافيز، كإرساله بعض التقنيين البتروليين الخفيين ليعملوا من فوق المنصة البترولية المحترقة، و ربما تعمد أيضاً إلى إتهام بعض التقنيين الطاقيين و البيئيين الغيارى مثلنا على حسن بقائنا البشري باي أمر، و ذلك حين نستخدم تعبيراً بترولياً دارجاً يقول مثلاً: ” بقتل البئر: killing the well “. و في مثل هذه الأحوال القاهرة، يحفزنا التعبير البترولي القائل ” بتنفيذ مهمة قتل البئر المتفجر هذا: BP’s ‘ top kill’ mission “، سواء بالطين أو العجين، ، على التفكير بذلك المخرج السينمائي العالمي العبقري ” كوينتين تارانتينو : Quentin Tarantino “، حيث نعتقد بانه قادر على اختراق أسرار الصناعة البترولية العالمية، و التفكير معنا بتصوير فيلم جديد لا سابق له، يبتكر أسلوباً سينمائياً – درامياً جديداً، يدور حول ” قتل ” بئر ( BP ) في خليج المكسيك. و في حال قبول المخرج تارانتينو بإقتراحنا المتواضع هذا، نتوقع منه أن ينتج فيلما درامياً / عنيفاً بعنوان : ” إقــتــلــوا البــعــيــر بــيــل: Kill Bill the Camel ” و يرد هنا ذكر تعبير ” البعير – camel ” بوحي من حوارنا المبين أنفاً، و ذلك حين استخدمنا ضمنه إسم ” طبقة الخف العربية / الايرانية الجبارة “، و الخف ببساطة شديدة هو قدم البعير و ليس غيره بطبيعة الحال. و في حال التقبل الأوسع إلاقتراحنا المتواضع هذا، يمكن للمخرج الكبير تارانتينو أن يتجاهد في إنتاج بضعة حلقات من هــذا الفيلــم ( و ذلك كما فعل في مجموعته العقائدية البديعة المشهودة بعنوان : ” إقــتــلــوا بـــيــل :Kill Bill ” ). و إذ تحتشد غيوم صراع القوة الطاقية العالمية / الناعمة (!؟) اليومً، و تتلبد خصوصاً في الوطن العربي، لا نستبعد من هذا الفنان المبدع الكبير أن يعمد إلى توسيع إطار اقتراحنا الأخير هنا، و يفكر ملياً في التعاون مع نظيره المخرج المميز السيد راجي شاشماز ( بل ذلك الفنان التركي الناشيء الذي ابدع في إنتاج و إخراج و تمثيل مسلسل وادي الذئاب )، فينجزا معاً مجموعة تارانتونية / شاشمازية تحمل العنوان المقترح أعلاه. و بتحقق ذلك أيضاً، نتوقع مستقبلاً مشاهدة قتل أكثر من ” بعير ” عربي أو إيراني أو تركي …الخ (!؟) في وديان الضباع، الضياع،…الخ، هذا إن لم يسعف الله عباده المستضعفين في الأرض اليوم بتحقق البشارة القائلة : ” و بشر القاتل بالقتل …”.

الدكتور عدنان مصطفى
وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ( سورية)
رئيس الجمعية الفيزيائية العربية
profamustafa@myway.com


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه