النفط يرتفع الى حدود 71 دولارا بسبب انخفاض المخزونات في الولايات المتحدة

ارتفع سعر الخام الأمريكي الخفيف نحو دولارين ليقترب البرميل من حاجز 71 دولارا, متأثرا بانخفاض مخزونات البنزين في الولايات المتحدة.وسجل الخام الأمريكي للعقود الآجلة تسليم تموز المقبل ارتفاعا قدره 1.97 دولارا أي ما يعادل 3 % ليصل البرميل إلى 70.72 دولارا.

 

واسهم في ارتفاع سعر النفط تقرير معهد البترول الأمريكي الذي صدر يوم الثلاثاء والذي اظهر انخفاضا أكبر من المتوقع بلغ 3.2 مليون برميل في مخزونات البنزين الأمريكية الأسبوع الماضي.

 

وكانت أسعار النفط شهدت في الجلسات السابقة انخفاضا بنحو 20 دولارا مقارنة بأعلى سعر وصلته في العام الجاري في 3 أيار الجاري عندما تجاوز البرميل حاجز 87 دولارا, وذلك بسبب أزمة الديون الأوروبية وارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة اكبر مستهلك للطاقة في العالم.

 

ومن المتوقع أن تتأثر أسعار النفط في وقت لاحق اليوم حيث ستصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بياناتها الإحصائية الأسبوعية عن سوق النفط.

 

يشار إلى أن أسعار النفط مازالت مرتفعة أكثر من مرتين مقارنة بأسعاره في كانون الثاني 2009, عندما وصل سعر البرميل إلى 32.70 دولاراً, إلا أن الأسعار مازالت اقل بكثير من أعلى مستوى وصلته على الإطلاق في تموز عام 2008 عندما تجاوز البرميل حاجز 147 دولارا.

 

وقال محللون إن سعرا معتدلا للنفط في مستوى السعر الحالي أو منخفضا عنه يساعد على انتعاش الاقتصاد العالمي الذي خرج قبل أشهر قليلة من ركود, وبات مهددا بركود جديد بسبب أزمة الديون في أوروبا.

 

وكانت أسعار النفط قد قفزت نهاية أبريل/نيسان إلى 87 دولارا قبل أن تتراجع هذا الشهر إلى أقل من سبعين دولارا مع تعاظم المخاوف من أن توجه أزمة اليورو ضربة قاصمة إلى الانتعاش العالمي الذي بدأ نهاية العام الماضي, وتقلص بالتالي من الطلب.

 

وكان ارتفاع الدولار مقابل التراجع الحاد للعملة الأوروبية الموحدة في ظل أزمة الديون السيادية الراهنة في منطقة اليورو قد جعل استهلاك النفط مكلفا أكثر بالنسبة إلى المستهلكين الذين كانوا يشترونه بعملات تقل قيمتها عن قيمة الدولار, وهذا حد من الطلب من كبار المستوردين ومن بينهم الصين التي تريد كبح تسارع نموها الاقتصادي.

 

وفي التعاملات الآسيوية اليوم, عاود سعر برميل الخام الأميركي الخفيف الارتفاع قليلا متجاوزا مستوى سبعين دولارا.

 

عامل مفيد
وقال مركز دراسات الطاقة العالمي أول أمس إن الاقتصاد العالمي الذي يمر بمرحلة انتعاش بعد الركود الأخير سيستفيد من هبوط أسعار النفط بالنظر إلى تنامي احتمالات تجدد الركود.

 

ورأى المركز في أحدث تقرير شهري له أن سعرا يقل عن السعر الحالي سيفيد الانتعاش العالمي, ويساعد في الوقت نفسه على استقرار سوق النفط على المدى الطويل.

 

وترى معظم الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أن سعرا للبرميل بين سبعين وثمانين دولارا عادل للمنتجين والمستهلكين على حد سواء, ويساعد الدول المنتجة على الاستثمار في القطاع النفطي.

 

الصباح استبعد تحركا طارئا لأوبك

وقال وزير النفط الكويتي أحمد العبد الله الصباح أمس إن أوبك ليست قلقة بعد من تراجع الأسعار إلى مستوى سبعين دولارا, وإنه لا توجد نية لدى المنظمة لعقد اجتماع طارئ لبحث تراجع الأسعار من المستوى المرتفع الذي كانت عليه في نهاية الشهر الماضي.

 

وأوضح أن المطلوب هو التزام أكبر من الدول الأعضاء في أوبك بحصص الإنتاج, وقال إنه يأمل أن يستقر سعر البرميل بين 75 و85 دولارا.

 

وحسب رأي الخبير النفطي كريستوفر باريت, فإن الأسعار الحالية مقبولة بالنسبة إلى دول أوبك, ورجح ألا تسبب أي ضرر للانتعاش العالمي الهش.

 

من جهته, أعرب الخبير النفطي الآخر أوليفييه جاكوب عن اعتقاده بأن أسعار النفط تكاد تكون في الوقت الحالي الأقرب إلى العدل.

 

ولاحظ محللون أن سلوك جماعات الاستثمار المالي على شاكلة صناديق التحوط باتت أحد العوامل المتحكمة في أسعار النفط إلى جانب العرض والطلب.

 

وقالوا إن صناديق التحوط هي على الأرجح من قام بدور حاسم في رفع الأسعار في أبريل/نيسان الماضي إلى نحو تسعين دولارا ثم جنت الأرباح من تلك الطفرة في الشهر التالي.

 

وكالات


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه