البِتْرُوْلُ العَرَبِيُّ الَذِيْ كَاْنْ !

منذ أن وَعَيْنَا قواعد السلوك العلمي ( Codes of Scientific Conduct ) في مدرسة العلم العربية، التي نعتز بالانتماء إليها على الدوامً، و من ثم علمنا فيها أكاديميا / سياسيا / طاقياً، أكدنا دون هوادة على حقيقة وجود حصانين يعرفان: ” بالتجاهد ” و ” الاجتهاد ” ( بل بذل ما في الوسع عموما، و التعمق في هذا البذل خصوصاً على التوالي،

 و ذلك حسب تعبير قاموس الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي رضوان الله عليه )، فبدونهما لن يكتب لعربة الابداع العلمي / التقني أي تقدم و انتصار في ضمير المستقبل. و في التعليقات التي تلقيناها من القراء الأعزاء عموماً، و الأصدقاء السالكين خصوصاً، و المتعلقة برأيينا المنشورين مؤخراً بعنوان : ” حَوْلَ الْشَرَارةِ وَ السَهْلِ و البِتْرُوْلْ ! “، و” بَيْنَ الخَائِفِ وَ المُخِيْفْ: كَيْفَ يَسْلُكُ الحَصِيْفْ ؟” المنشورين في العديد من المواقع الالكترونية الاقليمية و الدولية العتيدة، و بخاصة مواقع: ( أخبـار النفـط و الغاز السوري ( www.syria-oil.com ، و ( الـفـكـر الـقـومي الـعـربـي ( www.alfikralarabi.org ، و ( كلنا شركاء في الوطنo (www.all4syria.inf ، و( لأجل سوريا ( www.syria-aleppo.com، ( خلال الفترة الواقعة بين 17 – 21 أيار 2010 الجاري ) تفاوت لدى الأعزاء جميعاً تقويم قدرُ تجاهدنا و اجتهادنا في هذين الرأيين المتواضعين: ففي الوقت الذي تبين للبعض به أن توجهنا الصوفيزيائي المبسط هذا إنما يشكل حواراً حضارياً هادئاً ضرورياً ما ( scenario ) لجلاء أبرز جوانب الشأن التنموي البترولي العربي المشترك، إن لم يكن يمثل إشعال شمعة في غياهب ” عتمة ” الأنظمة الرسمية العربية الحاكمة. في حال ذهب ظن البعض الآخر، إلى أننا قد استخدمنا ” قواعد السلوك الصوفيزيائية العتيدة ” هذه، من باب تيسير الانضواء تحت ” عباءة التقية السلطوية ” التي بات يتعامل في طويتها الكثرة المتكاثرة من أبناء المجتمع العلمي و التنموي العربي اليوم و العياذ بالله ( أنظرتفاصيل ذلك مثلاً في المعطيات الاعلامية المتسربة هنا و هناك، حول النقاشات الداخلية / الخارجية التي دارت في فلك مؤتمر الطاقة العربي التاسع، 9 – 12 أيار، الدوحة، قطر، مثلاً ). و برغم هذا الواقع، يبدو من الانصاف بمكان التأكيد على أن الآلة الفكرية المميزة و المتقدمة العاملة في قلب الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، قد عبرت عن علو شأن و زخم ” استطاعة أحصنتها ” العلمية – التقنية الطاقية و مقدرتهم البارزة في: (1) إظهار مختلف المظاهر الحضارية التي قامت عليها ” عقيدة أوبيك / أوابيك ” من جهة، و (2) جلاء العديد من عطاءات الاستغلال الوطني – العربي المشترك للثروة البترولية العظيمة التي حبا الله بها الشعب العربي من المحيط الأطلسي الصامد حتى الخليج العربي الواعد من جهة أخرى. و يحضرنا في هذا المقام الاشارة بكل فخرٍ لتلك الأفكار الوطنية – العربية – الطاقية – التنموية التي توصل إليها أخوتنا و أبناؤنا الكرام في الأمانة العامة لمنظمة ( أوابيك ) و الاعتزاز بطرحهم المبدع لها و بمنطقهم القويم في محاورتها مع الطرف الشمالي المضاد، و نخص منها تلك البحوث المعنية بحسن إدارة و استغلال و تطوير: (1 ) مصادر الطاقة الوطنية – العربية ، (2) صناعات التكرير والبتروكيماويات و الغاز الطبيعي القائمة في الوطن العربي، و (3) توليد و استهلاك الطاقة الكهرباء العربية. وا حسرتاه، لقد ذهبت أصوات رجال / نساء الأوابيك في البيداء، كما يقول التعبير البريطاني ( sounds in wilderness ) و طمسها ذلك ” الطوز ” السياسي / الطبيعي الذي هبَّ على الخليج العربي مؤخراً، مؤكد ذلك ما صدر من” فم حصان ” المؤتمر ( أي بيان المؤتمر الختامي ) من جهة، و ما يمكن قرائته من مقالات المؤتمرين المنشورة مؤخرا من جهة أخرى، و بخاصة ذلك الذي نشره موقع أخبار النفط و الغاز السوري للأخ الأستاذ الدكتور إبراهيم حداد يوم الأربعاء 19 ايار 2010 ، حيث قال مثلاً: ” بعد أكثر من (60) عام على إنتاج البترول في وطننا العربي، لم نتمكن بالتعاون العربي أو حتى العمل في البلد العربي الواحد من الاستقلال كلياً في إنجاز أي مرحلة من المراحل التي عددتها سابقاً دون الاعتماد على الغير…..الخ…” ( www.syria-oil.com ). و لسنا بحاجة في هذا الصدد، إلى أية إشارة تذكر حول ” طبيعة اشياء ” الأوراق القطرية المقدمة للمؤتمر، فالكل يعرف بأنها جاءت عبر تشاطر كتابي لا علاقة له بالواقع القطري البترولي / الطاقي المعاش من قريب أو بعيد. السبب بمنتهى الشفافية العلمية، أنها ” نقشت ” – كما يقول طلاب المدارس – عن أعمال سابقة جرى تقديمها في مناسبات أخرى، مع الأخذ بنظر الاعتبار حسن تجديد محرريها لمعظم الأرقام و الجداول و الخرائط المتاحة للجميع عبر الانترنت العتيدة. و يبدو أن الفعل الأخير هذا يرضي ” صاحب الحصان (!؟)” لهذا يقوم الموظفون لديه بربطه حيثما يشاء صاحبه. و للأمانة، لا نعتقد بأن إطار و حيز هذا الرأي يمنحنا الزمان المناسب لعرض الأفكار التي دارت في إطار حلقات النقاش الأربعة. الذي أثار إعجابي في مناخ هذه النقاشات هو تلقف الناس لدعوة وزير الطاقة و المياه اللبناني لعقد مؤتمر الطاقة العاشر في لبنان، فلربما يتاح للمقاومة العربية اللبنانية، بعد أربع سنين مقبلة، دحر و استئصال أزلام إمبراطورية الظلام البترولية عن ثرى لبنان العربي الأبي، ليشهد العرب جميعاً مؤتمراً وطنياً – طاقياً – عربياً مجيداً، ينسجم و طموحاتنا الوطنية في العمل الطاقي العربي المشترك، و ما ذلك على الله بعزيز.

الدكتور عدنان مصطفى
وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ( سورية (
رئيس الجمعية الفيزيائية العربية
[email protected]


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه