- أخبار النفط والغاز السوري - https://www.syria-oil.com -

حَوْلَ الْشَرَارةِ وَ السَهْلِ و اليِتْرُوْلْ

عندما تعرف أمم الشمال تحديداً بحقيقة: أنه أثناء زيارته الرسمية الأخيرة للمملكة المتحدة، قام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بإبقاء مضيفته ملكة بريطانيا العظمى ( إليزابيث الثانية ) تنتظر استقباله في بلاطها، كونه لم يكن راغباً في قطع استمتاعه وقتئذٍ بممارسة الجنس الطائر مع زوجته ضمن أحدى زوايا مقر ضيافته البريطاني.

و لقد أجمعت كثرة من المراقبين السياسيين الأوروبيين على أن ممارسة هذا الفعل، لم تأت جزافاً، بل جاءت تنفيذاً مباشراً لرغبتين: ففي حال تظهر الأولى رغبة كامنة في أعماق شهوة الرئيس الفرنسي السلطوية الفرنسية التقليدية العتيقة (!؟) من جهة، تتكشف الثانية عن متابعة “مسؤولة ” لفضِّ ” شهوة ” جنسية معهودة تتأجج لدى زوجته كارلا بروني إياها، حيث تتضافر الرغبتان في إيصال ذلك ” التوق:lust ” المزدوج أوجه في إطار التفاعل السلطوي البريطاني – الفرنسي من جهة أخرى. و تلك هي حقيقة قام بنشرها محرر مجلة النيوزيك العالمية جوناثان آلتر، و غطتها جملة معتبرة من أدوات الاعلام الشمالية الكبرى، مثل محطة ABC التلفزيونية الأمريكية الشهيرة و ذلك في العاشر من آيار 2010 الجاري بعنوان:

First lady Carla Bruni-Sarkozy is said

To have kept the Queen waiting while she had sex

 

و باعتبار ” أن ناقل الكفر ليس بكافر ” كما يقول المثل العربي الشعبي، يبدو أن المشكلة في هذه الشرارة الجنسية، ليس في توقدها المثير على يد السيدة كارلا روني ساركوزي ( الموديل الجنسي الدولي اللعوب: International Super Model The Romping أصلاً، حسب تعبير صحيفة الشمس www.thesun.co.uk ، May 10, 2010 )، بل في محاولة هذه السيدة الفرنسية الأولى إغواء السيدة الأمريكية الأولى ميشيل أوباما و حثها في هذا الاتجاه على إكتشاف أوج اللذة الجنسية قبيل حدوث أي لقاء رسمي قد يتم في البيت الأبيض مستقبلاً. المهم في الأمر، أن السيدة الأمريكية الأولى لم تهتم بمثل هذا العرض بل أبدت تعففها عن الاصابة بهذه الشرارة اللا أخلاقية ( أنظر التفاصيل مثلاً في كتاب صدر مؤخراً للصحافي المميز جوناثان آلتر: The Promise: President Obama, Year One )، و

 

عندما تقرأ أمم الجنوب عامة ذلك:

 

” الحوار : scenario ” الاعلامي الاستراتيجي الجديد، الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية يوم الجمعة 14 أيار 2010 بعنوان: ” قضية الشرق الاوسط ستشل اذا وقعت ازمة نووية ” ( www.bbc.co.uk/arabic/ ، 14th may 2010 )، و الذي يتصور قيام الرئيس الأمريكي باراك اوباما الاتصال برئيس الوزراء البريطاني الجديد ديفيد كاميرون ليقول له ان الهجوم الأمريكي – الاسرائيلي على مفاعل بوشهر الايراني بات حتميا، وانه يريد استخدام قاعدة دييغو غارسيا البريطانية لضربه، وينتظر دعما بريطانيا في هذا الامر. و في حال يتساءل الحوار حول ” ما سيفعله رئيس الوزراء البريطاني الجديد ؟ “، يؤكد على أن التحالف السياسي الحاكم الجديد في بريطانيا لن يهتم كثيرا بالشؤون السياسة الخارجية لأبعد من اوروبا، فليس ثمة أدنى وضوح حول كيفية معالجة إئتلاف المحافظين – الأحرار الديموقراطيين لاية ازمة خارجية، و بذلك يقدح هذا الحوار شرارة التنافس الامبريالي الوحشي المرعب ما بين أعلى الأرض و أدناها،

 

عندها لا بد أن نذكر جميعاً ذلك الفلاّح التاريخي الرئيس الصيني الراحل ماو تزي تونغ، و هو يحذر رفاقه المخلصين، قائلاً لهم ما معناه: ” حذار من الشرارات الامبريالية – الرأسمالية الطارئة، فرُّبَ شرارة واحدة قد تشعل النار في السهل كله…”. و الآن و بتعاقب حدوث الشرارات الصاعقة – كالتي أشرنا إليها على سبيل المثال لا الحصر أعلاه – يبدو أن ” السهل البترولي العربي ” العامر بالثروات الطاقية ( كما أكد على ذلك مؤتمر الطاقة العربي التاسع – الدوحة، قطر، 9 إلى 12 أيار/ مايو 2010م )، ليس بمنأىً عن تلك الشرارات ( اللا أخلاقية – اللا إنسانية – اللا متمدنة، اللا حضارية،…الخ ) الامبريالية الضارية، و بخاصة عند اقتراب أوقات حصاد صيف عام 2010 الجاري. فهل فكر صناع القرار الطاقي العربي، حضور مثل هذا المؤتمر الاستراتيجي العربي الهام، بدرء مثل هذه الشرارات عن سهولهم الطاقية المفتوحة على كل الاحتمالات؟، ربما تحمل كلمات البيان الصادر عنهم بعض مؤشرات الجواب المنشود. و إن تطلب عقل الانسان العربي، المرهص اليوم، مزيداً من الايضاح في هذا الشأن، سنعمد في مقالات رأي لاحقة إلى وضع النقاط على الحروف الغائمة (!؟)، ذاكرين قول الله عز و جلّْ: ” وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا …..” ( القرآن الكريم، فصلت، 33 ).

 

الدكتور عدنان مصطفى

وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ( سورية )

رئيس الجمعية الفيزيائية العربية

[email protected]