اختتام أعمال مؤتمر الطاقة العربي التاسع بمشاركة سورية … د.حداد: بعد ستين عاماً على إنتاج البترول في الوطن العربي لم يستطع إنجاز المشاريع دون الاعتماد على الغير

اختتم مؤتمر الطاقة العربي التاسع في الدوحة أعماله بمشاركة سورية وعدد كبير من وزراء ورؤساء وفود واقتصاديين وخبراء في مجال الطاقة بالدول العربية حيث تطرق إلى مواضيع أساسية تهم البلدان المنتجة والمصدرة والمستهلكة للطاقة وشهد مناقشات بناءة.

 

وفي مداخلة للدكتور إبراهيم حداد مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط والثروة المعدنية السابق قال إن مراحل وطرق إنتاج البترول وصناعته عديدة وتبدأ بالدراسات ثم التحاليل يليها التنقيب الاستكشافي والاستخراج ومن ثم نقل النفط وصناعة المشتقات ونقلها.

 

وأشار حداد إلى وجود اتفاقيات عدة للتعاون العربي في هذا المجال سواء بين الشركات أو المؤسسات وتشمل الجوانب المالية والإدارية إلا أنها لا تلامس الجوانب التصنيعية للأدوات البترولية مشيراً إلى أنه منذ أكثر من ستين عاماً على إنتاج البترول في الوطن العربي لم يستطع إنجاز المشاريع دون الاعتماد على الغير.

 

وذكر حداد إن هناك نحو35 اتفاقية تعاون عربية في مجال الطاقة منها تسع اتفاقيات طالت صناعة المواد المستخدمة في إنتاج الطاقة وبشكل سطحي موضحاً أن 58 بالمئة من احتياطات العالم في النفط توجد في العالم العربي وإن هناك2278حفارة تعمل في العالم ولا يوجد منها سوى315 حفارة فقط في الشرق الأوسط وإفريقيا وتغطي كل الدول العربية بنسبة تصل إلى14 بالمئة من حفارات العالم.

 

وتضمن البيان الختامي للمؤتمر مجموعة من التوصيات توزعت على تسعة بنود رئيسية ففي مجال مصادر الطاقة تابع المؤتمر تقديم الأوراق التي توضح الجهود التي بذلتها الدول العربية لتعظيم مصادرها من الطاقة الأحفورية وسعيها الدؤوب للحفاظ على مكانتها المميزة في مجال الصناعة النفطية في مختلف حلقاتها وخاصة في مجال الحفاظ على استقرار احتياطياتها وزيادتها عن طريق تكثيف نشاطات التنقيب والاستكشاف

 التوسع في استخدام الغاز الطبيعي كوقود صديق للبيئة

 

وخلص المؤتمر إلى ضرورة التوسع في استخدام التقنيات المتطورة ذات الصلة بالاستخلاص البترولي المحسن وغيرها من التقنيات التي يمكن أن تساهم في رفد احتياطيات النفط المحسن وشجع الدول العربية على التوسع في استخدام الغاز الطبيعي كوقود صديق للبيئة في مختلف المجالات ولاسيما في توليد الطاقة الكهربائية واستكمال ربط شبكات الغاز بين الدول العربية لتعزيز تجارة الغاز بينها ودعم مصالحها المشتركة.

 

ودعا المؤتمر إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بالسجيل الزيتي ورمال القار المتوافرة في المنطقة العربية كأحد المصادر الرادفة للنفط ومتابعة التطورات التكنولوجية ذات الصلة بهذا الموضوع وتشجيع التوجه الذي تبديه الدول العربية لاستغلال مصادر الطاقات المتجددة فيها والتي يمكن أن تساعد في تلبية جزء من الطلب المحلي المتزايد على الطاقة.

 

وفي مجال الصناعات النفطية اللاحقة اطلع المؤتمر على التطورات التي شهدتها الصناعات النفطية اللاحقة ومن ضمنها صناعات التكرير والبتروكيماويات والغاز في الدول العربية وفي العالم والدور المهم الذي تلعبه في الارتقاء بالمستوى الصناعي وتحسين اقتصاديات مشاريع تصنيع النفط إضافة إلى مواكبة الطلب المحلي والعالمي المتزايد على المشتقات النفطية الأنقى.

 

بناء مصاف جديدة

وأكد المؤتمر متابعة تنفيذ مشاريع تحديث المصافي القائمة وبناء مصاف جديدة بغية تعزيز قدراتها على إنتاج مشتقات نفطية بمواصفات تتلاءم مع متطلبات المعايير الدولية وضرورة تمكين القطاع الخاص العربي والمستثمرين المؤهلين من المشاركة بدور أكبر في تطوير الصناعات النفطية الرافدة واللاحقة والعمل على تشجيع التكامل بين صناعتي تكرير النفط والبتروكيماويات وتعزيز التعاون والتنسيق بين مصافي النفط العربية للدفاع عن مصالحها ولتحسين قدراتها التنافسية في الأسواق.

 

وفي موضوع ترشيد استهلاك الطاقة اطلع المؤتمر على الارتفاع الملحوظ لاستهلاك الطاقة في الدول العربية خلال السنوات الأخيرة ودعا إلى زيادة الاهتمام بدعم نشاطات نشر الوعي والمعرفة بشأن ترشيد الاستهلاك ورفع كفاءة استخدام الطاقة على كافة المستويات وفي جميع القطاعات.

 

ولفت المؤتمر إلى ضرورة إيلاء برامج إدارة الأحمال الكهربائية وترشيد استخدام الطاقة وتقليل الفاقد في قطاع الكهرباء في الدول العربية أهمية أكبر لما لها من آثار كبيرة على تخفيض كميات الوقود المستهلكة من ناحية وتخفيض حجم الانبعاثات الضارة بالبيئة من ناحية أخرى داعياً إلى استخدام مصادر الطاقة الأخرى.

 

وأكد المؤتمر ضرورة العمل على تحديث تكنولوجيا العمليات الإنتاجية في قطاعات استهلاك وإنتاج الطاقة والتحول إلى نمط استهلاك أكثر استدامة وتشجيع القطاعات الصناعية على تبني الأساليب التقنية الحديثة.

 

وفيما يتعلق بالبحث والتطوير في صناعة الطاقة أكد المؤتمر أهمية العمل على استحداث أو تأسيس شبكات ربط قوية وفعالة بين مراكز البحوث العلمية الوطنية ولاسيما منها تلك المعنية بالأبحاث النفطية خاصة والطاقة عامة وبنوك معلومات الطاقة وبياناتها لدى الجهات والهيئات المعنية.

 

تطوير الصناعات البترولية

كما أكد أهمية تشجيع وتوجيه البحث العلمي والتطوير التقني نحو مجالات أكثر تخصصاً بحيث تساعد على تطوير الصناعات البترولية وابتكار تقنيات محلية والعمل على نقل وتوطين التقنيات المتقدمة في مجالات الصناعة البترولية والطاقات المتجددة المختلفة.

 

وفي الجوانب المتعلقة بالاستثمار في قطاع الطاقة أوضح المؤتمر إن مشاريع الطاقة المختلفة في الدول العربية تتطلب ضخ استثمارات كبيرة بما يمكنها من تأمين الاحتياجات المحلية والعالمية المتزايدة من الطاقة بأشكالها المختلفة.

 

سيريا أويل


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه