- أخبار النفط والغاز السوري - https://www.syria-oil.com -

«شل» للحلول الدولية: هدر الطاقة في مصفاتي حمص وبانياس يقدر بنحو 185 مليون دولار سنوياً…وأعداد القوى العاملة في المصفاتين تصل إلى ما بين 16-18 ضعفاً بالقياس مع مؤشر «شل» للعمالة

قدمت شركة «شل» للحلول الدولية تقريرها النهائي حول تقييم واقع صناعة التكرير في مصفاتي حمص وبانياس والسبل والمقترحات الكفيلة بتحسينه بعد دراسة قامت بها على مدى أكثر من عام من خلال عرض مصور قدمه خبيرها أندرو مورتيمر مدير المشروع وذلك في الندوة التي أقامتها المؤسسة العامة لتكرير النفط وتوزيع المشتقات النفطية لعرض التقرير النهائي عن واقع صناعة التكرير في سورية بالاستعانة بشركة «شل» العالمية للحلول الدولية.

 

وحدد الخبير مورتيمر خلال التقرير الفجوات بين الوضع القائم وما يمكن أن يكون عليه الحال بعد جسر هذه الفجوات سواء من خلال التغيير في طريقة التشغيل أو السلوكيات والذهنية السائدة بما يجعل عمل المصافي أكثر كفاءة مع الأخذ بعين الاعتبار ضغط النفقات المترتبة إلى أدنى حد وذلك في المجالات التي شملت إدارة الهيدروكربون وكفاءة استهلاك الطاقة والصحة والسلامة المهنية وإدارة الأصول التي تعنى بصيانة المصافي وجودة وكفاءة التواصل مع العملية الإنتاجية من لحظة وصول الخام إلى المصفاة إلى لحظة وصول المشتق النفطي إلى المستهلك.

 

وخلص مورتيمر وفريقه إلى مجموعة من الاستنتاجات أهمها أن مصفاة حمص تستهلك 2.5 ضعف ما يجب استهلاكه من الطاقة لنفس كمية الإنتاج ولنفس الفئة من المصافي وكذا الأمر بالنسبة لمصفاة بانياس التي تستهلك 1.7 ضعف ما يجب استهلاكه من الطاقة مقارنة بنظيراتها من نفس الفئة ما يعني هدراً كبيراً للطاقة في كلتا المصفاتين يقدر بنحو 185 مليون دولار سنوياً.

 
وأشار إلى أن السوق السورية سوق متنام حالياً ويصل نموه إلى 5٪ في العام كما أن عدد السيارات والمركبات يزداد ليصل إلى 10٪ سنوياً في المقابل فإن إنتاج الخام السوري الخفيف يتضاءل ما يعني أن المصافي ستجبر على تغيير طريقة عملها للتواؤم مع هذا المزيج الجديد. وخروج الوحدات العاملة في المصافي عن الخدمة لفترة طويلة للقيام بالعمرات والذي يصل إلى 20٪ من وقتها خلال العام وهذا وقت طويل جداً ولا يتماشى مع المعايير العالمية ولا ينسجم مع المنحى الذي تتخذه «شل» والذي يقتضي العمل لأطول فترة ممكنة وبأكبر ربحية من خلال تحقيق موثوقية الآلات للحصول على أطول فترة تشغيل ممكنة.

 
ولاحظ مورتيمر وفريقه أن ما يقود عمل المصفاتين هو خطة إنتاج محددة من حيث الكم أي أنها محدودة بهدف كمي لا بمخطط اقتصادي على غرار المعايير العالمية التي تهدف إلى رفع قيمة الإنتاج من خلال تحسين نوعيته وبالتالي رفع الربحية المتأتية عنه، وربما تكون هذه إحدى أهم المعضلات التي لابد من معالجتها.

 

أما على صعيد اتخاذ القرار فرأى فريق «شل» بأنها ترتكز على الخبرات الشخصية والفردية للعاملين في هذه الصناعة لا على أساس منهجي يعتمد جمع البيانات وتحليلها. ومن ناحية الصحة والسلامة المهنية والبيئة وجد الفريق أن الثقافة السائدة هنا تعتمد على ردة الفعل لا على حس المبادرة من حيث الوقاية وتلافي وقوع المشكلات أصلاً.

 

وتوقف الفريق أيضاً عند الحجم الكبير في أعداد القوى العاملة في كلتا المصفاتين قياساً بنظيراتها الحكومية في بلدان أخرى، إذ تصل إلى ما بين 16-18 ضعفاً بالقياس مع مؤشر «شل» للعمالة (spi) وإلى أربعة أضعاف العدد في نظيراتها التركية.

 

وفيما يتعلق بالتلوث أشار فريق «شل» إلى حجم التلوث الكبير في المياه الخارجة من وحدات المعالجة والتي تصب في نهر العاصي معززاً ملاحظاته بالصور مضيفاً إن ما قادنا للتمييز بين المياه الداخلة وبين المياه الخارجة هو منظر المزروعات والأشجار في نقطة المصب في النهر.