السجيل الزيتي دعم جديد لحوامل الطاقة في سورية .. والكشف عن احتياطي كبير بوادي اليرموك

نظراً لازدياد معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية في سورية وارتفاع قيمة الوقود اللازم لتغطية الطلب على مادة الكهرباء تأتي أهمية دراسة صخور السجيل الزيتي في سورية وتحديد أماكن تواجدها ومواصفاتها الكمية والنوعية وإمكانية وشروط استثمارها والاستفادة من النتائج الإيجابية التي تم الوصول إليها لتحديد أطر ومجالات استخدامها بناء على تجارب الدول الأخرى في هذا المجال.

 

وقال المهندس يوسف الفروخ مدير فرع الجيولوجيا والثروة المعدنية في المحافظة: إن صخور السجيل الزيتي الصخر النفطي الموجودة بكثرة في منطقة وادي اليرموك تلشهاب زيزون حيط في محافظة درعا ذات مواصفات نوعية قد تكون قابلة للاستثمار ويستفاد منها في مجال الحرق المباشر في محطات توليد الطاقة الكهربائية ومجالات صناعة الاسمنت البورتلندي واستصلاح الأراضي إضافة إلى استخدام الرماد الناتج عن عملية الحرق كإضافات تسميدية للأراضي.

 

وأوضح أن احتياطي مادة السجيل الزيتي المكتشف في درعا كبير حيث دلت الدراسات والتحاليل المجراة من قبل كوادر المؤسسة العامة للجيولوجيا على وجود العناصر النادرة التي تزيد من القيمة الاقتصادية للخام.

 

وأضاف الفروخ أن دراسة منطقة وادي اليرموك من الناحية البنيوية تبين ان الطبقات ذات ميول خفيف وتم تمييز وحدتين من السجيل الزيتي الاولى هي وحدة الايوسين التي تتكشف على طرفي وادي اليرموك وقاعه والتي يبلغ متوسط سماكتها بحدود 15 متراً.

 

أما الوحدة الثانية فهي الماستريخت وهي الوحدة الأهم كونها تنتشر على مساحات واسعة مشيراً إلى أن المنطقة المدروسة مستقرة بشكل عام وغير معقدة وتتوضع على أعماق غير كبيرة نسبياً تتراوح بين 70 و150 متراً ويقدر محتواها من المادة العضوية الزيت بحدود 10 في المئة ومتوسط قيمة الطاقة الحرارية لعينة ممثلة لكامل التشكيلة 1060 كيلو كالوري كيلو غرام اي ما يعادل 4431 كيلو جول كغ وتتحسن نوعية الصخر السجيلي بالعمق لتصل إلى 1700 كيلو كالوري كغ.

 

ولفت إلى أن الأهمية الاقتصادية للصخور تتحدد بناء على المواصفات النوعية أهمها المحتوى من المادة العضوية الذي يعتبر أهم المعايير التي تحدد القيمة النوعية للصخر الزيتي وترتبط به مباشرة.

 

بيئياً لفت الفروخ إلى أن الصخر السجيلي السوري والرماد في مكمن درعا منخفض المحتوى من الكبريت علماً أن نسبة 70 إلى 80 في المئة من الكبريت تطرح مع الرماد الناتج أما النسبة الباقية فتتحول الى مركبات طيارة.

 

من جانبه بين الجيولوجي عبد الكريم العبود أن السجيل في وادي اليرموك يحتوي على نسبة عالية من خام الفوسفات يتراوح بين 2 و19 في المئة مع آثار لفلز نادر هو الهولانت وتتراوح نسبة الرماد بعد الحرق مابين 53 إلى 83 في المئة ويحوي على نسبة من غاز الفحم تتراوح ما بين 24 إلى 38 في المئة ونسبة الكربونات من 78 إلى 96 في المئة فيما يشكل الكالسيت ما بين 76 إلى 91 في المئة ونسبة منخفضة من الدولوميت والكوارتز اما نسبة اكسيد الكالسيوم مابين 3 إلى 48 في المئة واكسيد المغنزيوم واكسيد الحديد الثلاثي ونسبة اقل من أكسيد الصوديوم والبوتاسيوم ما يدل على ان الرماد الناتج عن حرق السجيل ينصهر بدرجة 1800 مئوية وهذا يقلل من مسائل تنظيف وإخراج الرماد من الفرن.

 

وأضاف أن السجيل إذا استخدم في نطاق الماستريخت في الحصول على الزيت فإنه سيكون عالي نسبة الزيت بينما اذا استخدم في محطات الطاقة فإن ارتفاع نسبة الكبريت يؤدي إلى اتحادها مع الفحم لتعطي الجص وهذا يخفف التلوث البيئي مشيراً إلى أن استخدام السجيل الزيتي ممكن في محطات إنتاج الطاقة الكهربائية وأفضل أنواعه للحصول على الزيت.

 

وقال العبود إن الاحتياطي الجيولوجي في منطقة وادي اليرموك يقدر بـ 26 مليار طن اما منطقة الدراسة التفصيلية فان الاحتياطي المؤكد 2ر5 مليارات طن والذي يعتبر كبيراً مقارنة مع الدول الأخرى علماً أن السجيل يتواجد بشكل مستويات متعاقبة تختلف سماكتها وغناها بالزيت وكمياتها.

 

وأشارت الدراسات والتحاليل المخبرية المنفذة بالنسبة للصخر الزيتي السوري الى ان محتوى المادة العضوية في الصخر يتراوح ما بين 8 إلى 15 في المئة وتتحسن نوعية الصخر بالعمق حيث يتميز الصخر النفطي السوري بكونه من النوع الجيد بالنسبة لقيمة تحول المادة العضوية فيه إلى زيت سائل تصل الى نسبة60 في المئة من محتوى المادة العضوية اضافة الى ان متوسط قيمة الطاقة الحرارية ايجابية تدل على امكانية استخدامها في حال استثمارها في محطات توليد الطاقة الحرارية وبالحرق المباشر.


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه