هل حان وقت استثمار السجيل الزيتي ورمال البشري؟

منذ أكثر من عشر سنوات كان الحديث يتم عن «السجيل الزيتي» كثروة طبيعية متوفرة ولكن غير ذات جدوى اقتصادية وكان المسؤولون في قطاع الجيولوجيا يرون ان استخراج هذه المادة يصبح اقتصادياً عندما يصبح سعر برميل النفط مائة دولار! كان الحديث مضحكاً وقريباً من الخيال… اسعار النفط انذاك كانت دون العشرين دولاراً للبرميل وبالتالي لنترك «السجيل الزيتي» بحاله! اليوم سعر برميل النفط بحدود 130 دولاراً أي اننا وصلنا الى الحد الذي يمكن اعتبار استثمار السجيل الزيتي اقتصادياً حسب المعطيات القديمة..

هل حان وقت الاستثمار؟

خطر الامر ببالنا ونحن نتحدث مع المهندس عمر حمد مدير عام الشركة السورية للنفط حول توقعات الانتاج النفطي في سورية للفترة القادمة والاستكشافات المتوقعة، المهندس حمد يرى انه لابد من دراسة كلفة استخراج السجيل الزيتي لتحديد الجدوى الاقتصادية له لان الاستخراج له كلفة عالية ويحتاج بدوره الى مصادر طاقة «مرتفعة الثمن» لاستخراج النفط من حجر السجيل الزيتي ولاستخراج الحجر نفسه من اعماق معينة، وبكل الاحوال يقول مدير عام السورية للنفط: إن الجهة المسؤولة عن الامر هي المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية التي سبق واعلنت عن استثمار لمكامن السجيل الزيتي ولم تصل الى نتائج بعد.

 

مازالت مكلفة…

ماهي آخر التطورات بهذا الشأن من جانب مؤسسة الجيولوجيا؟ يقول السيد جمال الديري المدير العام للمؤسسة: ان الاحتياطي المتوفر جيد من حيث الكم والنوعية ولكن وجود الاحتياطيات على عمق كبير يصل الى 170 متراً في محافظة درعا يجعل الاستثمار مكلفاً حتى مع ارتفاع اسعار النفط، واوضح الديري ان المؤسسة اعلنت لاستثمار مقالع السجيل الزيتي للقطاع الخاص المحلي والخارجي ولكن لم يتقدم احد لان الاستخراج يتطلب تقنيات عالية ومكلفة، واشار الى ان المؤسسة تعمل حالياً على تكوين احتياطي جيد في المنطقة الوسطى والشمالية والمؤمل ان يكون على اعماق قليلة من 20-30 متراً وهناك مؤشرات جيدة تدعو للتفاؤل.

 

رمال البشري.. النفطية..

مدير عام مؤسسة الجيولوجيا لفت الى وجود ثروة اخرى مشابهة هي رمال البشري التي تحوي مواد نفطية ثقيلة ولدينا احتياطي يقدر بـ 100 مليون طن ولكن للاسف لم تتقدم الشركات للاستثمار في هذا المجال ايضاً ولكن تعمل المؤسسة بالتعاون مع بعض الجهات الاخرى ولاسيما المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية وشركة الطرق والجسور على تعديل عمل مجابل الاسفلت التي تستخدم حالياً الفيول واسفلت المصافي مرتفع الثمن والذي يمكن استخدامه في صناعات ومجالات اخرى بحيث تستخدم رمال البشري بدلاً من الفيول واسفلت المصافي وهناك خطوات جيدة بهذا الاتجاه.

 

أحسن من الوقود الحيوي

بكل الاحوال، يفرض ارتفاع اسعار النفط وتراجع الانتاج البحث عن بدائل، ومع التوجه لتخفيف استهلاك الطاقة وزيادة كفاءتها والاعتماد على الطاقات البديلة مثل الشمس والرياح فمن الضروري البحث ايضاً عن مصادر الطاقة التي كانت مكلفة والاستعداد لاستثمارها يوماً ما، ففي اوروبا يستخدمون الوقود الحيوي لتوليد الطاقة- على حساب جوع الشعوب الفقيرة- وحري بنا ان نستثمر مالدينا من امكانات نفطية ولو بعد حين.

 

البعث


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه