انخفاض استهلاك المازوت وارتفاع مساهمة الغاز.. هل يرسمان استراتيجية جديدة للطاقة في سورية؟

انخفض استهلاك المشتقات النفطية خلال العام الحالي بشكل كبير ولا سيما في مادة المازوت اذ يتوقع أن ينخفض الاستهلاك هذا العام مقارنة مع العام الماضي بكمية ملياري ليتر حسب نشرة معدلات الاستهلاك الصادرة عن شركة محروقات الأمر الذي يشكل ما نسبته 40٪ من الاستهلاك لهذا العام والذي يقدر بـ 5 مليارات لتر .

 

وهذا يعني أن وفر استهلاك المازوت هذا العام مقارنة مع العام الماضي قد يزيد على 100 مليار ليرة سورية لأن وفر ملياري لتر يعني وفر 50 ملياراً عدا عن فارق الاسعار للكمية المستهلكة لهذا العام مقارنة مع اسعار النصف الأول من العام الماضي حيث كانت خسارة الدولة في كل لتر تزيد على 20 ليرة بينما اليوم فلا يوجد أي خسارة بل هناك أرباح محققة على ذلك.‏

 

أما المشتق الآخر الاكثر استهلاكاً بعد المازوت من حيث التوريد فهو الفيول المستخدم في قطاع الكهرباء بشكل اساسي وفي قطاع الصناعة بدرجة أقل ولا سيما بعد رفع اسعار طن المازوت من 7500 الى 25 ألفاً وبقاء اسعار الفيول على سعر 7500 وسيكون لدخول الغاز بهذه القوة عام 2009 تغيير كبير على فاتورة الطاقة في سورية حيث زادت الكميات الى مايزيد على 8 ملايين متر مكعب منها 2.5 مليون متر مكعب غاز مستورداً عبر خط الغاز العربي من مصر ومنها حوالي 6 ملايين متر مكعب من معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى مع مؤشرات على اضافات جديدة العام القادم قد تزيد على 6 ملايين متر مكعب بحسب المؤسسة للنفط مع دخول معملي غاز شمال المنطقة الوسطى والمعمل الذي تقوم بتنفيذه شركة بترو كندا وهذا ما سيجعل الكميات المعروضة تتجاوز الطلب الحالي وعلى الاقل خلال العامين القادمين لأن المشاريع التي تقوم بتنفيذها وزارة الكهرباء في مجال توليد الطاقة اعتماداً على الغاز محدودة وأقل من المفترض بكثير اذ إن الامر يتطلب المباشرة بعدة مشاريع كبيرة في قطاع التوليد وبالتالي استهلاك للكميات المضافة من الغاز الامر لم يقتصر على الغاز المستخدم في التوليد بل يتعداه الى الغاز النظيف الذي غابت أزمته خلال الشتاء الماضي بسبب اجراءات اضافية من الشركة السورية لتوزيع الغاز سابقاً وتوفر كميات اضافية من الانتاج الحلي.‏

 

إن توفر المشتقات النفطية وانخفاض كلفة تصنيعها وانتاجها لا شك يؤثر بشكل مباشر على قطاعات الانتاج الاساسية ولا سيما القطاع الصناعي والزراعي وإن الغاز المحلي يوفر مبالغ كبيرة كانت تصرف على الفيول مثلاً وبالتالي سيخفض من كلفة انتاج الكهرباء والحصول على طاقة أكثر نظافة وأقل أثراً بيئياً وهذا بدوره ينعكس على الصناعات والزراعات التي تعتمد على الطاقة وهذا الوفر في المشتقات النفطية من انتاج وتصنيع محلي يتيح المجال لدعم الانتاج الزراعي والصناعي معاً مثل دول العالم وبالتالي يتيح المجال للمنتج السوري المنافسة مع منتجات الدول الاخرى ويتيح كذلك المجال للحكومة لمنح الدعم للأسر الفقيرة والمحتاجة بأشكال مختلفة اما بالتعويض المادي المباشر أو بتوزيع منتجات بأسعار أقل.‏

 

وعلى ماتقدم فإن وفراً كبيراً تحقق في القطاع النفطي هذا العام مقارنة مع أعوام سابقة فبحسب تصريحات نائب رئيس مجلس الوزراء السيد عبد الله الدردري كان استهلاك المازوت 9،2 مليار لتر عام 2007 بينما الاستهلاك عام 2009 فيقدر بحسب شركة محروقات بـ 5 مليارات لتر أي وفر 4،2 مليارات لتر وهذا الرقم الكبير كانت تتحمل الدولة أعباءه ووفره اليوم يسد من العجز المتراكم على شركة محروقات ويتيح المجال لتقديم دعم مباشر للمواطن العادي عدا عن الوفر الذي يحققه انتاج الغاز اذ إن كل مليون متر مكعب يوفر ألف طن من الفيول عدا عن توفير الاثر البيئي والمرود الانتاجي والفني على مجموعات التوليد.‏

 

الثورة


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه