الغاز السوري بين التصريحات والواقع .. عباس : الإنتاج لا يغطي الطلب وتأمين الفرق من الجوار

تعقد الحكومة السورية آمالا كبيرة على الغاز السوري لاستخدامه في كافة القطاعات ( كهرباء – صناعة – نقل … .الخ) وتم الحديث رسميا عن اكتشافات كبيرة تكفي هذه القطاعات ويمكن ان يتم تصدير قسم منه .

ولكن مع الزمن تلاشت هذه التصريحات وبدأت وزارة الكهرباء المستهلك الاكبر للغاز تعاني من نقص الغاز لتشغيل مجموعات التوليد ولا سيما بعد تأخر الغاز المصري المتعاقد عليه لتشغيل محطة الدير علي الذي يتدفق عبر خط الغاز العربي ولاحقا تم الحديث عن استيراد الغاز من ايران عبر تركيا وكذلك من اذربيجان هذه المعلومات والتصريحات اوقعت المتابعين في حيرة من امرهم حيال وضع الغاز في سورية فما هو الواقع الحقيقي للغاز.‏

 
بالأرقام‏


يبلغ انتاج سورية من الغاز الطبيعي من منشآت الشركات التابعة للمؤسسة العامة للنفط 22-23 مليون متر مكعب يوميا ينتج منه غاز نظيف حوالي 18-19 مليون متر مكعب /يوم ، واضاف الدكتور علي عباس المدير العام للمؤسسة العامة للنفط: كما يتم استيراد 2.5 مليون متر مكعب يوميا من الغاز المصري ويتم توزيع هذه الكميات بنسبة 85٪ لصالح وزارة الكهرباء ( محطات توليد الطاقة الكهربائية ) حيث يتم تزويد اكثر من عشر محطات لتوليد الطاقة بالغاز النظيف وبنسبة 7.5٪ لصالح وزارة النفط مصفاة حمص وعنفات السويدية التابعة للسورية للنفط ايضا يتم تخصيص 7.5٪ لصالح وزارة الصناعة معمل السماد ومعمل اسمنت عدرا.‏
وعن الفرق بين كميات الغاز الخام والغاز النظيف قال عباس: هناك كميات كبيرة من الغاز تستهلك في منشآت النفط والغاز ويتم ايضا تحويل قسم من الغاز اثناء المعالجة الى سوائل هيدروكربونية وهناك كميات غير اقتصادية تحرق في مواقع متباعدة لعدم جدواها الاقتصادية.‏

 
احتمالات التصدير ممكنة‏


وردا على سؤال حول تناقض في التصريحات عن توريد الغاز وتصديره قال عباس: التصدير ممكن والتوريد قائم حاليا وقد يزداد والمعادلة هنا تخضع لاعتبارات محددة فمن خلال الدراسات الاولية لخطط انتاج الغاز في سورية ومقارنته مع الطلب في السوق السورية يتبين ان الانتاج المحلي لن يكفي لتلبية حاجة السوق المحلية وهناك فرص لتلبية الحاجة او الفرق من خلال الاستيراد من الدول العربية او ايران وحتى تركيا وفي هذا الاطار فالحديث عن استيراد الغاز او تصديره الى الخارج هو نظرة استراتيجية تهدف الى الاخذ بعين الاعتبار كافة الاحتمالات خاصة الاستكشاف وفي حال اكتشاف كميات كبيرة من الغاز كون عمليات التنقيب والاستكشاف لا تزال مستمرة فإن الامر متاح ولا سيما اننا لم نقم بالتنقيب في المياه السورية بالتالي هناك احتمال لاكتشافات كبيرة تتيح التصدير ووفق هذا المنطق التصدير والتوريد متاح.‏

 
اضافة 9 ملايين م3 لغاية 2007‏


وعن معامل معالجة الغاز والكميات المتوقع اضافتها في المدى المنظور قال عباس: يمكن القول ان اهم مشروع لدينا في مجال معالجة الغاز هو مشروع معمل جنوب المنطقة الوسطى الذي تتم فيه حاليا عمليات التشغيل الاولي وسيستمر حتى نهاية ايلول ومن المتوقع ان يصل انتاج الغاز النظيف من هذا المعمل الى مستوى 6-7 مليون متر مكعب باليوم ايضا هناك مشروع محطة نفط جهار والتي يتوقع ان تنتج حوالي 0.6 مليون متر مكعب يوميا خلال الشهر الحالي ايضا هناك مشروع استثمار الغاز المنتج من شركة بتروكندا بمعمل غاز ايبلا باستطاعة 2.5 مليون متر مكعب / يوم ويتوقع ان يبدأ العمل خلال الربع الثاني 2010.‏
ايضا هناك مشروع استثمار الغاز المنتج من شركة حيان للنفط معمل غاز جهار ويتوقع دخوله الانتاج بداية عام 2011 بطاقة انتاجية 3.7 ملايين متر مكعب يوميا كذلك هناك مشروع استثمار الغاز المكتشف في حقول شمال المنطقة الوسطى بطاقة 3 ملايين متر مكعب ومن المتوقع ان يتم الانتهاء من تنفيذه نهاية 2011.‏
2467 كم طول خطوط شبكة الغاز السورية‏

 
وحول خطوط نقل الغاز بين مواقع الانتاج و الاستهلاك قال الدكتور عباس : يبلغ طول شبكة الغاز السورية حاليا بحدود 2467 كم من الانابيب المختلفة الاقطار وهي تغطي كافة الاحتياجات وتتمتع بمرونة كافية من حيث نقل الغاز من اي خط الى الخطوط الاخرى مما يؤمن التكامل والاستفادة من طاقات النقل والتوزيع المتوفرة حاليا.‏

 
اذا اكثر 25 مليون متر مكعب من الغاز النظيف يتوقع انتاجها من المشاريع القائمة وقيد التنفيذ يذهب معظمها لمحطات الكهرباء ولكن هناك مشاريع حيوية اخرى بانتظار الغاز كما في قطاعات النقل والصناعة وقد يكون العمل لتوريد الغاز لتشغيلها اكثر جدوى وفائدة من انتظار الاكتشافات الجديدة

 

 

الثورة


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه