محطات وقود دمشق.. عدد قليل وطابور طويل وانتظار ممل
محطات الوقود في دمشق تلك المعضلة الأزلية التي لم يجد لها أحد حلاً وكأنها مسألة من تلك المسائل الأبدية ذات الصلة برحمة السماء كالجفاف والتصحر والزلازل والبراكين على الرغم من بساطة الحل ووجوده في مختلف دول العالم أي إننا لن نخترع العجلة مرة أخرى.
وحتى تكون الأمور أوضح والمسألة أدق فإن مدينة دمشق لا تضم فيما تضم إلا عشر محطات وقود (المزة شيخ سعد والمزة فيلات والتوجيه والأزبكية وشارع بغداد وساحة التحرير والخطيب والمجتهد ودمر البلد وبرزة مسبق الصنع) الأمر الذي يخلق ازدحاماً مرعباً يقطع الطريق أمام السيارات العابرة في الشوارع المارة بجانب معظم هذه المحطات ما يستدعي السؤال عن السبب الذي يمنع الجهات المعنية من تنظيم هذه الظاهرة، أما الروتين الذي يحكم المواطن في هذه الحالة فهو مزدوج أوله في المؤسسة العامة لتوزيع المحروقات سادكوب وثانيهما في المحطات ذاتها، فبالنسبة للمحطات فإن ضيق المساحة ومزاجية العاملين في هذه المحطات يفرض على المواطن الانتظار الطويل وخوض بعض المعارك في أحيان عشوائية حفاظاً على دوره ناهيك عن الإكرامية التي يلتزم بدفعها على الرغم من سوء الخدمات المقدمة وتدني كمية البنزين المضخوخ إلى خزان سيارته عما دفعه من نقود للكمية المفترضة.
وبالعودة إلى السبب الأول فإن لا مبالاة حقيقية تتميز بها مؤسسة سادكوب في مواجهة الأزمة الحاصلة في قلب المدينة، ففي أكثر من مناسبة كان يمكن للمؤسسة أن تطلب إلى محافظة دمشق استملاك بعض الأراضي الفارغة المحيطة ببعض محطات الوقود (كما هو الحال في المزة ودمر البلد وبرزة) وبالأخص أثناء مواسم الاستملاك التي تحصدها المحافظة لحساب توسعة المحطة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ما الذي يمنع المؤسسة ذاتها بعد فورة الدمج والإنشاء والإحداث من دمج نفسها مع أي شركة أخرى في الوزارة تتولى التوزيع أو حتى الطلب إلى رئاسة مجلس الوزراء إنشاء شركة توزيع واستثمار محطات وقود عامة بالنظر إلى ثقة المواطن بالوقود الموجود في محطات الدولة دون القطاع الخاص على اعتبار غياب الرقابة على هذه المحطات وما تقدمه من وقود مخلوط بسوائل أخرى علمها في الغيب ودليلها في عطل المحرك بعد مسافة قصيرة. محمد (سائق سيارة عمومية) يقول: الانتظار الطويل هو عنوان الاقتراب من محطات الوقود فما من محطة في دمشق إلا ويصطف أمامها طابور طويل من السيارات والأبواق تصدح والملاسنات تتعالى ذلك كله بسبب ضيق المكان وكأن ما يجري يجري في بلاد أخرى لا علاقة لمؤسساتنا بها مع الأخذ بعين الاعتبار أنه يمكن للجهات المعنية فرز شرطي مرور ينظم السير أو حتى إيجاد حل آخر، بل بتنا نتحين الطلبات المتجهة إلى ريف دمشق أو مكان بعيد حتى نغتنم الفرصة ونملأ الوقود لتفادي الانتظار أو ملء السيارة في أوقات متأخرة ليلاً. أبو النور (سائق ميكروباص) يقول: ما من رقابة على أي محطة وقود في سورية فالعامل هو سيد الساحة يملأ كما يريد والاستعداد للشجار قائم إن اعترض الزبون فما الذي يضمن لنا مصداقية المضخة إن كنا نقود سياراتنا منذ ما لا يقل على 15 سنة وحتى الآن لم نصادف مراقباً تموينياً أو من سادكوب حتى نؤمن بوجود الرقابة وإن لم نشاهدها إلا نادرا، ويضيف أبو النور بالقول: لماذا لا يرخص لمحطات وقود إضافية تخدم السيارات التي يتزايد عددها باستمرار في شوارعنا ويمكن للحكومة إيجاد المكان المناسب لها فاستملاك لشارع أو محطة كهرباء أو سواها فلماذا لا يكون الاستملاك لمحطة وقود للدولة؟
الوطن السورية

التعليقات متوقفه