- أخبار النفط والغاز السوري - https://www.syria-oil.com -

احتياطات النفط تكفي 42 سنة والغاز 60 والفحم 122

أكد المدير التنفيذي لشركة «بي بي» النفطية العالمية طوني هايوارد: «أن مركز ثقل أسواق الطاقة العالمية مال بشدة ميلاً لا رجعة فيه نحو دول العالم الناشئة وبالأخص الصين». وأضاف: تبعت أسواقُ الطاقة العالمية عموماً نمط التغير الحاد ذاته للاقتصاد العالمي في 2008، وسط مناخ يشوبه اضطرابٌ فارتفعت أسعار الطاقة قياسياً مع ازدهار النمو الاقتصادي في النصف الأول من السنة ثم انهارت مع التراجع المفاجئ للاقتصاد العالمي ودخوله طورَ ركود عقب الأزمة المالية.

 

ولفت هايوارد بحسب تقرير «بي بي» الإحصائي للطاقة العالمية، وزعه مكتبها في أبوظبي، إلى أنه للمرة الأولى في 2009 تجاوز استهلاك الطاقة الأولية في الدول النامية، بخاصةٍ الصين، استهلاكَ دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

 

وأضاف: «ليست هذه ظاهرةً موقتة، بل ستتفاقم مع الوقت، وتستمر في التأثير على الأسعار، حاملة معها تحدياتٍ جديدة للنمو الاقتصادي وأمن الطاقة والتغير المناخي.»

 

وحذر من أن هذا التحول يؤدي إلى تقلبات على المدى القصير، وقال: «لكن التنوع والمرونة التي تتحلى بهما أسواق الطاقة العالمية يضمنان استمرارَ إمدادات الطاقة إلى المستهلكين في شكلٍ فعال ومن دون انقطاع».

 

ويشير التقرير إلى أن احتياطات النفط المثبتة تبلغ 1258 بليون برميل، باستثناء الرمال النفطية الكندية، ما يكفي استهلاك 42 سنة بمعدلات إنتاج 2008، واستناداً إلى المعدلات ذاتها تكفي احتياطات الغاز لـ 60 سنة والفحم الحجري لـ 122 سنة.

 

وفي معرِض بيان التحولات القصوى التي شهدها الاقتصاد العالمي في 2008 – من نموٍ قوي تبعه انخفاضٌ حاد – رصد التقرير أن الاستهلاك العام لمصادر الطاقة الأولية ارتفع بمعدل 1,4 في المئة فقط، وهو الارتفاع الأدنى منذ 2001 وأن الصين استهلكت وحدها ثلاثة أرباع الزيادة بينما استهلكت دول آسيا باسيفيك ما تبقى منها، فيما انخفض الاستهلاك في الدول المتقدمة بمعدل 1,3 في المئة مع تسجيل أشد هبوط سنوي للطلب منذ 1982 في الولايات المتحدة بمعدل 2,8 في المئة.

 

ارتفاع استهلاك الغاز

 

وسجل التقرير ارتفاعاً في استهلاك الغاز بمعدل 2,5 في المئة، أي دون متوسط السنوات العشر الأخيرة، فارتفع الاستهلاك في الولايات المتحدة 0,6 في المئة، وبقيت الأسعار المعروضة أدنى بكثير من أسعار النفط. وانفرد الشرق الأوسط بتسجيل نموٍ فوق المتوسط، مدفوعاً بطلبٍ محليٍ كبير.

 

ولفت التقرير إلى ارتفاع أسعار الغاز المعتمِدة على مؤشر النفط في الدول الأوروبية ودول آسيا الباسيفيك ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، في سرعةٍ أكبر، ما يعني أن نمو الاستهلاك كان دون المتوسط، إذا أخذ في الاعتبار تأثير الركود.

 

وأتت أكبرُ زيادةٍ في نمو الطلب على الغاز من الصين، فارتفع استهلاكها 15,8 في المئة. وارتفع استهلاك الغاز في المملكة المتحدة 3 في المئة، وبات يعادل 39,9 في المئة من احتياجات المملكة لمصادر الطاقة الأولية، ما يفوق المتوسط العالمي البالغ 24,1 في المئة.

 

الفحم الحجري

 

ولفت التقرير، إلى أن نمو استهلاك الفحم الحجري 3,1 في المئة جاء دون المعدل في السنوات العشر الأخيرة، لكن بقي الوقودَ الأسرع نمواً في العالم. وتشكل الصين 43 في المئة من الطلب العالمي على الفحم.

 

مصادر الطاقة الأخرى

 

أكد التقرير تراجع إنتاج الطاقة النووية 0,7 في المئة للسنة الثانية على التوالي متأثراً بانخفاض قدره 10 في المئة في الإنتاج الياباني نتيجة استمرار إقفال أكبر محطة كهربائية نووية في اليابان بعد زلزال 2007. وواصل الإنتاج الكهرمائي أداءه القوي في الآونة الأخيرة، مرتفعاً 2,8 في المئة ما يفوق متوسط السنوات العشر، للمرة الرابعة في السنوات الخمس الأخيرة. ويعود الارتفاع العالمي إلى نمو استهلاك الصين بمعدل 20,3 في المئة، ما يعادل ضعفيْ متوسط معدله السنوي في السنوات العشر الأخيرة بينما انخفض الإنتاج خارج الصين 0,4 في المئة.

 

ونمت مصادر الطاقة المتجددة بحسب التقرير، بقوة فارتفعت قدرة توليد الطاقة من الرياح والشمس 29,9 في المئة و69 في المئة، على التوالي متخطيةً، في الحالتين المتوسط السنوي للسنوات العشر الأخيرة. وارتفعت قدرة توليد الطاقة من 49,5 في المئة في الولايات المتحدة متقدمة على ألمانيا والمملكة المتحدة.