إدارة المكامن النفطية Oil Reservoirs Management
بقلم الدكتور المهندس : أحمد معلا
رئيس مجلس أدارة شركة الكوكب للنفط
إن الإدارة بالتعريف هي الاستخدام الرشيد للوسائل المتاحة.
وهكذا فان إدارة المكامن النفطية هي الاستخدام الرشيد والأمثل للوسائل المتاحة أمام القائمين على استثمار هذه المكامن وذلك من اجل تعظيم المنافع المرجوة من المكمن النفطي عن طريق استخدام المصادر أو الوسائل المتوفرة(البشر عن طريق الاستفادة من معارفهم وخبراتهم,التقانات وهضمها وتوظيفها والتمويل الرشيد) من اجل زيادة المؤشرات الإنتاجية للمكمن النفطي وزيادة مردوده إلى اكبر حد ممكن وتقليل التكاليف إلى اقل حد ممكن.
هناك خياران أساسيان أمام الفنيين والمهندسين المسؤولين عن استثمار المكامن النفطية:
الأول هو ترك الأشياء تحدث والثاني هو ان تجعل الأشياء تحدث.
وطبعا الخيار الثاني هو المطروح أي أن تجعل القضايا المخططة والتي تهدف إلى زيادة المردود النفطي إلى اكبر حد يحدث وهنا يأتي دور العمل الجاد أي دور الإدارة المثلى للمكامن النفطية التي تقوم على المبادئ والأسس التالية والتي تشكل دليلا وتوجهات لسياسات واستراتيجيات استثمار المكامن النفطية :
1. استخدام طاقة المكمن بالشكل الامثل.
2. استخدام استراتيجيات وسياسات واضحة لتطوير المخزون النفطي منذ البداية.
3. جمع المعطيات اللازمة والتي تساعد على فهم المكمن النفطي من حيث خصائصه الجيولوجية والخزنية ومعرفة آلية عمله وسلوكه على أن يكون الحصول على هذه المعطيات بشكل دوري ومنتظم وفي الوقت المناسب.
4. استخدام التقانات والمعارف المناسبة التي تؤدي إلى زيادة الإنتاج وتحسينه ورفع مردود الطبقات المنتجة .
5. العمل وفق صيغة الفريق والتعاون ما بين جميع فروع صناعة,استخراج واستثمار النفط (جيولوجيا,جيوفيزياء,هندسة المكامن ,حفر,إنتاج….)على أن تتقاطع الخبرات والمعارف لممثلي هذه الفروع بما يخدم الهدف الأساسي وهو إدارة مثلى للمكمن النفطي والوصول إلى اكبر مردود نفطي ممكن .
إذن الهدف الرئيسي لإدارة المكامن النفطية هو الاستثمار الامثل للمخزون النفطي وزيادة مردوده, ولتحقيق ذلك يجب إتباع الخطوات التالية:
1. تعريف وتحديد المكامن (الخزانات) في حقل محدد من حيث خصائصها الفيزيائية والجيولوجية والخزنية ومواصفات النفط الفيزيائية والكيميائية وحركة السوائل في الوسط المسامي وآليات الدفع التي بموجبها يتم انتاج النفط .
2. تتبع تاريخ أداء المكمن النفطي وماضيه لتوقع مستقبل أدائه .
3. تحديد شبكة الآبار المثلى ,الكفيلة بشمول كامل مساحة الحقل بالإنتاج و ضمان عدم التداخل لأقطار سحب الآبار وذلك لتجنب حفر آبار لا حاجة لها.
4. تحديد وتحسين تصاميم الآبار والتسهيلات السطحية بشكل يجعلها تُستَثمر على أفضل وجه.
5. وضع برنامج مراقبة وتحكم في أداءعمل كل الآبار ومؤشراتها الإنتاجية بشكل خاص والمكمن بشكل عام والتدخل عند اللزوم وفي الوقت المناسب.
6. إجراء الدراسات الخزنية المتكاملة وتحديثها بشكل دوري آخذين بعين الاعتبار المعطيات الجديدة المتوفرة عن طريق حفر الآبار الجديدة ومراقبة سلوك وأداء الآبار القديمة واستخلاص النتائج والعبر من خلال سلوكها وادائها .
7. استخدام طرق تحسين الإنتاج Improved Oil Recovery وطرق الإنتاج المدعم (المعزز) Enhanced Oil Recovery بعد إجراء الدراسات الخزنية المتكاملة والتي على أساسها يمكن اختيار الطريقة أو الطرق المناسبة لظروف المكمن المختلفة(جيولوجية,خزنية,آلية عمل…..)
وأخيرا.
إن نهاية حقبة إنتاج النفط السهل التي أضحى عالم النفط يتكلم عنها الآن ووصول الإنتاج العالمي إلى ذروته أو يكاد وبدء تناقص معدلات الإنتاج من بعض الحقول العملاقة على مستوى العالم والحديث عن صعوبة اكتشاف حقول عملاقة جديدة تؤدي إلى زيادة الاحتياطي العالمي بالشكل الكبير وتعوض النقص الحاصل في الإنتاج وتزايد الطلب على الطاقة في الكثير من بلدان العالم زاد من أهمية إدارة المكامن النفطية وخلق تحديات أمامها غير مسبوقة لان ضرورة تعزيز المر دود النفطي وزيادته لإنتاج تلك الكميات الكبيرة المتبقية من الاحتياطي الجيولوجي وفي كل التوضعات الجيولوجية على اختلاف خصائصها تستدعي إدارة أفضل للمكامن النفطية إدارة كما قلنا سابقاً تهدف إلى تعظيم المنافع وزيادة المردود النفطي إلى اكبر حد ممكن.

التعليقات متوقفه