- أخبار النفط والغاز السوري - https://www.syria-oil.com -

النفط يستعيد ذكريات الارتفاع ويستهدف مستوى 66 دولاراً

تشهد تحركات عقود النفط الآجلة تحركاً عرضياً خلال الفترة الأخيرة، وتحديداً منذ الثامن عشر من شهر نوفمبر العام الماضي، وحتى وقتنا الراهن، حيث تنحصر تحركات عقود النفط بين مستوى دعم يبلغ 40.89 دولار ومستوى مقاومة يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

 

إلا أن الأداء الأخير لعقود خام النفط الآجلة تسليم شهر يونيو المقبل، شهدت تراجعاً ملحوظاً أطاح بها من مستوى 56.10 دولار إلى مستوى 46.72 دولار للبرميل، مسجلة تراجعاً بنسبة قاربت 17 بالمئة . وجاءت هذه التراجعات على خلفية سلسلة من الارتفاعات المتوالية، التي ارتقت بعقود النفط من مستوى 40.85 دولار إلى مستوى 56.10 دولار، خلال الفترة الممتدة من التاسع عشر من فبراير العام الجاري إلى السادس والعشرين من مارس الماضي. فهل تستمر تراجعات النفط خلال الفترة المقبلة؟ أما تعود الارتفاعات إلى «الذهب الأسود» مرة أخرى؟

 

النظرة الفنية

 

المتابع الجيد لتحركات عقود خام النفط الأجلة، يستطيع أن يرجح مفهوم تدشن النفط لقاع على المدى الطويل لدى مستوى 40.89 دولار للبرميل، بل ويستطيع أن يصف تراجعات النفط الأخيرة بالتراجعات التصحيحية المؤقتة، التي جاءت رداً على ارتفاعات سابقة .

 

حيث إن تراجعات «الذهب الأسود» إلى مستوى 46.72 دولار للبرميل، جاءت متوافقة مع نسبة 61.8 بالمئة التصحيحية للارتفاعات السابقة من مستوى 40.85 دولار إلى مستوى 56.10 دولار ، الشيء الذي يدل على أن التراجعات الحالية مؤقتة، وأن الاتجاه العام للنفط هو الاتجاه التصاعدي.

 

لذلك نستطيع ترجيح مواصلة عقود النفط للارتفاع خلال الفترة المقبلة، مستهدفة الوصول إلى مستوى 65 دولاراً للبرميل على المدى المتوسط، وصولاً إلى مستوى 81 دولاراً على المدى الطويل.

 

وتستند هذه الرؤية الفنية في ذلك إلى عدد من القراءات الفنية الإيجابية، أبرزها الارتفاعات التي نجح النفط في تحقيقها خلال يوم الجمعة الماضية، والتي تعد الارتفاعات الأكبر بصفة أسبوعية للنفط منذ الأسبوع المنتهي في العشرين من مارس الماضي، كما تستمد ارتفاعات يوم الجمعة أهميتها أيضاً من نجاح النفط في الاختراق والإغلاق أعلى مستوى مقاومة القناة الهبوطية الثانوية، والذي وُجِد وقتها لدى مستوى 51.90 دولار، الشيء الذي يعني نهاية الحركة التصحيحية وبداية الموجات التصاعدية، التي تستهدف مستوى 56 دولاراً بشكل مبدئي.

 

ثاني الظواهر الإيجابية، يتمثل في تدشين النفط لنموذج بياني انعكاسي على الرسومات البيانية اليومية، يدعى «الرأس والكتفين الانعكاسي»Head and Shoulders bottom ، وتمثل التحركات الحالية للنفط إحدى المراحل الأخيرة في تكوين الكتف الأيمن، ويعد نموذج «الرأس والكتفين» من النماذج الانعكاسية التي تدل على نهاية الموجة الهبوطية وبداية الموجات التصاعدية، إلا أن اكتمال أركان هذا النموذج متوقف على نجاح النفط في اختراق والإغلاق أعلى مستوى «خط الرقبة» neckline الموجود حالياً لدى مستوى 54.30 دولار.

 

وفي حالة نجاح النفط في اختراق هذا المستوى (مرجح)، يواصل الارتفاع مستهدفاً مستوى 66 دولاراً، والتي تمثل نسبة 23.6 بالمئة للتراجعات العنيفة السابقة من مستوى 147.90 دولار إلى مستوى 40.85 دولار، وفي حالة اختراق هذا المستوى يواصل النفط الارتفاع مستهدف مستوى 71 دولاراً التي تمثل الهدف ألمتوقع من اكتمال أركان النموذج البياني.

 

ثالثاً تدشين النفط لشمعة يابانية انعكاسية على الرسومات الأسبوعية تدعى شمعة «المطرقة»Bullish Hammer ، والتي دشنها خلال تداولات الأسبوع المنتهى في الرابع والعشرين من أبريل المنصرم، وتأكدت خلال تداولات الأسبوع الماضي، الشيء الذي يعني انتهاء الموجات الهبوطية وبداية الموجات التصاعدية.

 

كما يدعم هذه الرؤية الفنية، القراءات والتقاطعات الإيجابية التي تشير إليها متوسطات الحركة 50 و100 يوم على الرسومات اليومية، إضافة إلى القراءات والتقاطعات الإيجابية التي تشير إليها بعض المؤشرات الفنية على الرسومات الأسبوعية، وبالأخص مؤشري «الماكد» و«القوة النسبية» اللذين يشيران إلى وجود «ميل إيجابي» Positive Divergence ضمن تحركهما الأسبوعي.

 

الخلاصة

 

نستطيع مما سبق استخلاص، أن موجات النفط الهبوطية قد طوت آخر صفحات الهبوط خلال الوقت الراهن، حينما سجلت مستوى46.70 دولار، وأن «الذهب الأسود» مقبل على ارتفاعات خلال الفترة المقبلة تستهدف الوصول إلى مستوى 66 دولاراً، التي تمثل نسبة 23.6 بالمئة للتراجعات العنيفة السابقة من مستوى 147.90 دولار إلى مستوى 40.85 دولار، وصولاً إلى مستوى 81.75 دولار التي تمثل نسبة 38.2 بالمئة للتراجعات السابقة نفسها . إلا أن هذا السيناريو مرهون تنفيذه بعدم قدرة النفط على الانزلاق والإغلاق أسفل مستوى 46.70 دولار بصفة يومية.