«شل» تتوقع تحوّل العراق أهم مُصدّر للغاز في المنطقة

أكد مسؤولون في شركة «شل» العالمية، ان العراق يملك احتياطاً ضخماً من الغاز، يضعه في مصاف أهم 10 دول منتجة في العالم، في وقت يتزايد الطلب عليه عالمياً لتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه.


وأوضح نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط في «شل» منير بوعزيز، ان العراق قادر على انتاج اكثر من 700 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز المصاحب، تكفي لتغطية الإستهلاك المحلي والتصدير.

 
وقدر في حديث الى «الحياة»، ان اكثر من 70 في المئة من الغاز العراقي عبارة عن غاز مصاحب لعملية استخراج النفط، ما جعل التقديرات والتقارير الصادرة من مجلس النواب، تحدد خسارة العراق بـ 100 بليون دينار عراقي يومياً (80 مليون دولار).

 
وأشار إلى ان كميات الغاز المحروقة يومياً، تكفي لتزويد بلد مثل الأردن مرتين بالطاقة الكهربائية ولتعبئة 300 ألف اسطوانة غاز يومياً، لكنه يستورد كميات كبيرة من الدول المجاورة، في وقت يمكنه ان يصبح اكبر مُصدّر له في المنطقة العربية.

 
ولفت إلى ان حرق الغاز العراقي، يتسبب في تراكم 20 مليون طن سنوياً من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، ما يساوي انبعاثات عوادم 3 ملايين سيارة. وأكد ان العراق يمكنه تصدير الغاز إلى أوروبا، أو دمجه مع خط الغاز العربي أو خط الغاز الخليجي.

 
وتتعاون «شل» مع الحكومة العراقية منذ 2005، لإعداد دراسة لحصر قدرة إنتاج الغاز، وإمكان استغلاله وتكريره، وسبل الاستفادة منه. وتمكنت من توقيع عقد أولي مع الحكومة لتسويق غاز الجنوب في محافظة البصرة.

 
لكن توقيع العقد مع الشركة أثار جدلاً في الأوساط العراقية، لأنه لم يعرض في مناقصة علنية، أو حتى على البرلمان.

 
وأوضح بوعزيز، ان الحكومة اختارت «شل»، لأنها الشركة العالمية الوحيدة «المتواجدة في كل الدول العربية، ولديها بالتالي خبرة في تطوير الغاز في المنطقة، كما أنها جاهزة لبدء العمل فوراً، باعتبارها شاركت في إعداد دراسة عن إمكانات العراق من الغاز على مدى السنوات الثلاث الماضية». كما ساهمت على نفقتها في تطوير «مشاريع وزارة النفط لتحسين عمليات استخراج الغاز واستهلاكه، وتقليص استخدام الكهرباء من الشبكة الوطنية، وصيانة محطة كهرباء شمال منطقة الرميلة، وإنشاء محطة جديدة».

 
وأكد أيضاً استعداد الشركة لبدء العمل في استغلال غاز الجنوب، فور توقيع العقد النهائي، الذي ينص أيضاً على تشكيل شركة جديدة تضم شركة غاز الجنوب و «شل».

 
وأوضح ان الشركة الجديدة لن تستغني عن موظفي شركة غاز الجنوب، بل ستعيد تأهيلهم للمساعدة في تطوير صناعة الغاز في العراق. ولفت إلى ان 51 في المئة من مجلس إدارة الشركة الجديدة عراقيون. وأضاف ان «شل» ستشتري الغاز من الحكومة العراقية، وتسوقه في الخارج، لكن لا علاقة لها بالاستخراج والتكرير. كما أنها عرضت على الحكومة إنشاء مجلس وطني، مهمته تنظيم السوق والإشراف على العرض والطلب، بمشاركة ممثلين عن القطاعات الأخرى التي تستخدم الغاز، مثل قطاعي الكهرباء والماء.

 

الحياة


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه