الشركة العامة للفوسفات تسعى لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى عشرة ملايين طن سنوياً
تعد الشركة العامة للفوسفات والمناجم من الشركات الاقتصادية الهامة في سورية لما تحققه من إيرادات مالية كبيرة ترفد الاقتصاد الوطني وتدعم الخزينة بالقطع الأجنبي من خلال تصدير الفوسفات الخام والمغسول واستثمار الباقي محلياً.
ويتمثل نشاط الشركة في إنتاج الفوسفات والملح والرمال ويتم الاستخدام المحلي لكمية 600-700 ألف طن من الفوسفات سنوياً في معمل الأسمدة بحمص لصناعة حمض الفوسفور وسماد التريبل سوبر فوسفات الذي يستخدم محلياً أما باقي الكميات المنتجة والتي تبلغ 2ر3 مليون طن فيتم تصديرها خارجياً.
وتستخدم الكميات المصدرة في الخارج في صناعة حمض الفوسفور الغذائي والصناعي والفوسفور الأصفر وكافة أنواع الأسمدة الفوسفاتية البسيطة والمركزة وكذلك في صناعة الأسمدة المركبة التي تحتوي على عنصر الفوسفور لتغذية الأراضي الزراعية وكذلك يستخدم الفوسفات السوري لصناعة العلف الحيواني دي كالسيوم فوسفات.
تقوم الشركة حالياً مع الجهات الوصائية بدراسة موضوع تطوير إنتاج الفوسفات السورية وزيادة الكميات المنتجة من أجل إقامة صناعة متطورة لحمض الفوسفور والأسمدة المختلفة بالتعاون مع القطاع الخاص في سورية والتعاون مع موءسسات دولية مختصة لإقامة مثل هذه المشاريع حسب قانون الاستثمار رقم 10.
وتستثمر الشركة خامات الفوسفات من مكمنين رئيسيين هما خنيفيس والشرقية بنسبة وسطية لخامس أكسيد الفوسفور 24-28 بالمئة منذ الثمانينيات وحتى اليوم تبلغ الكثافة الإنتاجية للمنجمين 2650000 طن منها 800000 طن من منجم خنيفيس والباقي وهو 1850000 طن من منجمي الشرقية أ و ب بينما يتجاوز الاحتياطي المستكشف 2 مليار طن ويعتبر مخزون فوسفات الشرقية الأكثر أهمية.
وستبدأ الشركة خلال فترة قصيرة بإنتاج كمية إضافية من الفوسفات المغسول ليصبح الإنتاج السنوي العام بحدود 8ر3 مليون طن أي أنه واعتباراً من 2005 ستصبح الكثافة الإنتاجية للفوسفات 85ر3 مليون طن.
ويتم تصدير معظم النوعيات المنتجة وتمثل80 بالمئة من الإنتاج العام حيث ينقل الفوسفات إلى مرفأ طرطوس والذي يبعد 265 كيلو متراً عن المناجم بوساطة السكك الحديدية وخاصة المواد الخام.
وينقل الفوسفات العادي إلى شركة الأسمدة بحمص ومرفأ طرطوس أما الفوسفات المغسول المجفف فينقل إلى طرطوس للتصدير إلى دول تركيا اليونان إيطاليا هولندا بلجيكا النمسا رومانيا بلغاريا أكرانيا وبولونيا.
وقد أنتجت الشركة العامة للفوسفات والمناجم خلال العام 2008 ما مجموعه 3221379 طنا من الفوسفات مقابل 3775000 طن مخططة وبنسبة تنفيذ 85 بالمئة إضافة إلى 80512 طنا من الملح الصخري مقابل70000 طن مخططة وبنسبة تنفيذ 115/بالمئة كما حققت نسبة تنفيذ 135بالمئة للرمال الكوارتزية حيث أنتجت 1621396 طنا مقابل 1200000طن مخططة كما باعت الشركة 2946270 طناً من الفوسفات المغسول والعادي مقابل 3620000 طن مخططة بنسبة تنفيذ 81 بالمئة.
واجهت الخطة الإنتاجية والتسويقية عدة صعوبات تمثلت في عدم كفاية الآليات المنجمية الامر الذي أثر على معدل تنفيذ خطة الفوسفات المغسول والتوقفات لأسباب فنية في مصنع الغسيل إضافة إلى تخفيض معدل التصدير بنسبة 25 المئة في النصف الأول من العام بهدف رفع سعر الفوسفات في الشركة إضافة للتوقفات بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.
ونفذت الشركة خطتها الإستثمارية بنسبة 100 بالمئة حيث بلغ الإنفاق الاستثماري 500286 ليرة سورية على مشاريع الإستبدال والتجديد وتطوير مصانع الفوسفات ومنجم الملح الصخري وبحسب مصادر الشركة فإنها تسعى لزيادة الإنتاج وتحسين النوعية من خلال زيادة الطاقة الإنتاجية وصولا الى عشرة ملايين طن وقد تم الإعلان عن استقدام بيت خبرة عالمي لإعداد دراسة جدوى فنية واقتصادية وبيئية لخيارات الإنتاج والتصنيع المحلي كأسمدة فوسفاتية وحمض فوسفور وفوسفات خام معد للتصدير إضافة إلى تطوير طاقة النقل لدى مؤسسة الخطوط الحديدية ويتم حاليا مراسلة إحدى الشركات الهندية التي تعهدت بتقديم الدراسة مجانا للوصول الى صيغة عقدية مناسبة.
كما تم الاعلان للمرة الثانية عن مشروع بطاقة 2ر1 مليون طن فوسفات مغسول ومجفف وبناء محطة استقبال ومستودع في طرطوس.
وفيما يتعلق بتطوير إنتاج الفوسفات في سورية فقد اتخذت الشركة عدداً من الإجراءات لهذه الغاية تمثلت في تطوير مديرية تخزين وتحميل الفوسفات بطرطوس حيث تعاقدت الشركة على برج تحميل جديد ومتطور لتركيبه على الرصيف 19 بدلاً من البرج القائم وذلك لزيادة طاقة التحميل ولتخفيف نسبة الغبار المتصاعد أثناء التحميل على البواخر كما تعاقدت الشركة على أنبوب تلسكوبي جديد يتمتع بأفضل المواصفات العالمية بحيث يحد بشكل كبير من تصاعد الغبار أثناء تحميل الفوسفات لتركيبه على برج التحميل الموجود على الرصيف 18 إضافة الى إنشاء مخبر مركزي ووحدة تجارب نصف صناعية في مقرها الرئيسي لإجراء كافة الدراسات اللازمة على الفوسفات.
وقامت الشركة بعدد من المشاريع المعلوماتية التي تهدف إلى تطوير العمل المعلوماتي وإحداث نقلة نوعية في طريقة عمل نظامها الإداري حيث تم إنجاز دراسة تحليلية أولية لواقع العمل في الإدارة العامة للشركة من خلال تحديد منهجية علمية للتطوير المعلوماتي تهدف للوصول إلى تحقيق الأتمتة التدريجية المتكاملة لكافة فروع الشركة عبر بناء أنظمة معلوماتية متكاملة وإنجاز الربط المعلوماتي بينها وصولاً إلى تحقيق منظومة معلوماتية متكاملة تربط كافة الفروع المتوزعة في أماكن متباعدة جغرافياً في القطر بالإدارة العامة بحمص بشكل تدريجي والتي ستكون قادرة مستقبلاً على الاتصال مع الشبكات المحلية والعالمية.
تقرير محمد كركوش

التعليقات متوقفه