اسعار النفط والغذاء هل تواصل ارتفاعها ؟
سجلت اسعار النفط ارتفاعا متواصلا فقد ارتفع متوسط سعر برميل خام برنت من 35دولار عام2004 الى53 دولاراً في العام 2005 والى 56 دولاراً في عام 2006 ومامعدله 73 دولاراً في العام 2007 وتجاوز في بداية عام 2008 سقف المئة دولار. ويعزى ارتفاع اسعار النفط الذي استمر اربع سنوات متواصلة الى عوامل عديدة
منها قوة الطلب بفعل توسع الالة الصناعية في كل من الصين والهند ووصول انتاج النفط الى الذروة بعد ان توقف التوسع في الاكتشافات الهامة لمنابع جديدة وارتفاع كلفة الاستخراج في المناطق الاخرى المكتشفة وارتفعت ايضا اسعار الاغذية تبعا لاحصائيات نشرتها الامم المتحدة بنسبة غير مسبوقة العام الماضي وبلغت 40% ويشعر الخبراء الاقتصاديون بالقلق من أن يؤدي ارتفاع اسعار النفط والغذاء الى عودة بلاء التضخم وهو تهديد لم يره العالم خلال 30 سنة تقريبا وتنسب مجلة نيوزويك الى بعض الخبراء قولهم : بأن التضخم وصل الينا فعلا وان كل مافي الامر هو انه لا يتم حسابه ضمن ارقام التضخم الاساسية التي تستثني اسعار الغذاء والطاقة التي تستعملها معظم البنوك المركزية لضبط الامدادات المالية. ويفسر الخبير هنري عزام اسباب ارتفاع معدلات التضخم الى زيادة اسعار المواد الغذائية واسعار سلع ومواد البناء وارتفاع معدلات الايجار اضافة الى ارتفاع فائض السيولة ونمو معدلات الكتلة النقدية وبعض الخبراء يرجع ارتفاع اسعار النفط والغذاء الى عوامل بنيوية ليست عابرة مما يؤكد استمرار موجة صعود الاسعار وذلك يعود بالدرجة الاولى حسب خبير اقتصادي في مجلة نيوزويك الى العوامل التالية: اولا : هبوط اقتصاد الولايات المتحدة الذي يتجه في عام 2008 نحو الركود ورغم ان هبوط الاقتصاد قد يؤدي الى تراجع القدرة الشرائية الا ان تجربة انخفاض اسعار الدولار لم تؤد الى النتيجة الايجابية التي توقعها بعض الخبراء لان اضطرار الاحتياط الفيدرالي الى مواصلة سياسة خفض الفائدة لمساعدة الاقتصاد على النمو ابقت الاستهلاك قويا ولكن في ظل اسعار مرتفعة وهذه المعادلة هي التي تقود عادة الى حدوث التخضم. ثانيا: لا زال الطلب قويا على مصادر الطاقة والغذاء من قبل كل من الصين والهندوطالما استمرت معدلات النمو المرتفعة في هذين البلدين وواصلت القطاعات الاقتصادية المختلفة توسعها كلما زاد الطلب على الغذاء والنفط. ثالثا: تلعب صناعة الايثانول دورا كبيرا في زيادة الطلب على المواد الغذائية التيي يشكل بعضها مصدرا لانتاج الوقود الحيوي الجديد وكلما استمر ارتفاع اسعار النفط كلما زاد البحث عن مصادر بديلة والايثونال الذي يستخرج بالدرجة الاولى من الذرة يلعب الدور الحاسم في رفع اسعار المواد الغذائية. رابعا: تلعب التغيرات المناخية وارتفاع حرارة الارض وما تسببه من كوارث لجهة زيادة قوة الاعاصير وتواتر حدوثها او لجهة اتساع الاراضي الصحراوية او تكرار سنوات الجفاف دورا كبيرا في احداث اختلالات حادة بين العرض والطلب خصوصا على صعيد الغذاء الامر الذي يزيد من حدة هذه المشكلة مع ارتفاع الطلب في ضوء تحسن اداء الاقتصادات في الدول الاكثر كثافة سكانية وخصوصا في اسيا. يبدو من خلال مراجعة العوامل التي تقف وراء ارتفاع اسعار النفط والغذاء ان هذه العوامل لا يمكن التحكم بها واذا كان من سياسة لمواجهة ذلك فإنها تنصب بالدرجة الاولى على تحسين المناطق الصالحة للزراعة ورفع القدرة الشرائية عند المستهلكين على امتداد العالم لتكون بمستوى ارتفاع اسعار المواد الغذائية واسعار النفط. جريدة الثورة : حميدي العبد الله

التعليقات متوقفه