شرق المتوسط يعوم فوق بحيرة من الغاز “المشتعل”
كشفت دراسة أعدت عام 2010، أن حوض شرق البحر المتوسط، يحتوي على 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، و1.7 مليار برميل احتياطي من النفط، وإن كانت بعض المصادر توقعت أرقاما أعلى.
وتتمركز المنطقة البحرية الغنية بالنفط والغاز، داخل الحدود البحرية الإقليمية لعدد من الدول هي: تركيا، سوريا، قبرص، لبنان، مصر، فلسطين.
وتعمل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، على استخراج الغاز من الحقول المكتشفة، إذ أنها تنقب في حقل “غزة مارين”، الذي اكتشف في العام 2000، داخل الحدود البحرية الإقليمية لقطاع غزة، وتقدر الكمية الممكن استخراجها منه، بـ 30 مليار متر مكعب من الغاز، كما أنها تنقب في حقل “تمار”، الذي اكتشف في العام 2009، وتقدر احتياطاته بـ 280 مليار متر مكعب.
كما تعمل سلطات الاحتلال أيضا على التنقيب في حقل ليفياثان، المكتشف في العام 2010، وهو متنازع عليه، وتقدر احتياطاته بـ 620 مليار متر مكعب، حقل تانين المكتشف في العام 2012، متنازع عليه، وتقدر احتياطاته بـ 34 مليار متر مكعب، حقل كاريش المكتشف في العام 2013، متنازع عليه، تقدر احتياطاته بـ51 مليار متر مكعب، وحقل رويي المكتشف في العام 2014، وهو متنازع عليه أيضا، وتقدر احتياطاته بـ 90 مليار متر مكعب من الغاز.
أما قبرص، فقد أطلقت الحفر في حقل أفروديت المكتشف في العام 2011، وتقدر احتياطاته بـ140 مليار متر مكعب من الغاز.
من جهتها مصر، تنقب في حقل ظهر، المكتشف في العام 2015، والذي يعد أكبر حقل شرق المتوسط، وتقدر احتياطاته بـ 850 مليار متر مكعب من الغاز.
وفي ظل هذا الوضع، تتداخل أوجه الصراع على الغاز والنفط شرق المتوسط، وتأخذ أبعادا سياسية واقتصادية وقانونية وأمنية، ما يجعله معقدا وقابلا للاشتعال في أي لحظة.
وانطلاقا من هنا، وقعت بعض الدول المعنية، اتفاقات لترسيم الحدود الاقتصادية الخالصة، فكان الاتفاق بين مصر وقبرص في العام 2003، وبين قبرص ولبنان في العام 2007،
في مقابل هذه الاتفاقيات، أزّم “كنز المتوسط” الموقف بين دول أخرى في حوض شرق المتوسط، أبرزها تصاعد التوترات بين تركيا وقبرص حول استخراج الأخيرة الغاز الطبيعي من المياه الإقليمية، والتي تحولت إلى مواجهة مع الاتحاد الأوروبي.
وفيما تسبر السفن التركية، “الفاتح” و”أوروج رئيس” و”خير الدين بربروس باشا”، و”ياووز”، منطقة المياه الإقليمية لتركيا ولقبرص التركية التي تعتبرها من الجرف القاري التركي، صعدت أنقرة موقفها بالتهديد باستخدام القوة العسكرية دفاعا عن حقوقها.
من جهتها، تعارض مصر التحركات التركية وتهديدات أنقرة لشركات النفط والغاز التي تحاول التنقيب في المنطقة، معربة عن استعدادها الثابت للدفاع عن حقها في استغلال موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط.
على صعيد آخر، حاولت الولايات المتحدة أن تقود وساطة بين لبنان وسلطات الاحتلال الاسرائيلي في شأن ترسيم الحدود، إثر النزاع على البلوك 9 البحري المشترك، لكنها فشلت،
هذا ومن المقرر، أن يبدأ لبنان أعمال الحفر في البلوكين 4 و9 في يناير المقبل.
من جهة أخرى، لا زالت سورية خارج معادلة التنافس حتى الساعة، بفعل الحرب، الا أن الحديث يدور بشكل متكرر عن ترسيم الحدود البرية والبحرية مع لبنان.
يشار إلى أن أبرز شركات النفط العالمية التي تدير عمليات التنقيب عن النفط والغاز في حوض شرق المتوسط، هي ENI الإيطالية (مصر وقبرص)، وTotal الفرنسية (قبرص)، وائتلاف Nobel Energy الأمريكية (الاراضي المحتلة)، وائتلاف شركة “توتال” الفرنسية، “إيني” الإيطالية و”نوفاتك” الروسية (لبنان).
المصدر: وكالات

التعليقات متوقفه