لسوريا دور هام في تفعيل الأسواق الإقليمية والدولية.. ونهاية العام استكمال خط الغاز
أكد الدكتور سفيان العلاو وزير النفط أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به سورية في تفعيل أسواق الطاقة الإقليمية والدولية وتشجيع التكامل الإقليمي للتغلب على التحديات التي تواجه القطاع إنتاجا واستهلاكاً ونقلاً، من خلال العمل على أن تكون الأسواق ما بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، مندمجة ومتفاعلة وأيضاً من خلال إعطاء مبادرات
كبيرة لتسهيل التعاون والتبادل التجاري. جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي الذي عقد في شرم الشيخ في مصر ونظمته وزارة الخارجية المصرية تحت عنوان: «الاتحاد الأوروبي وإفريقيا والشرق الأوسط للطاقة» قبل أيام، وشاركت فيه أكثر من 60 دولة إضافة إلى منظمات إقليمية ودولية ومؤسسات مالية كبيرة معنية بشؤون الطاقة والاستثمار فيها. وبيّن السيد الوزير أهمية هذا المؤتمر، حيث أصبح موضوع الطاقة اليوم يرتبط بالسياسات الإقليمية والدولية والعالمية، وقد انعكس ذلك من خلال المحاور التي تناولها المؤتمرون والتي ركزت أولاً على تعزيز أمن الطاقة وثانياً بحث عمليات الإنتاج والاستخدام المستدام لها وفرص الطاقة المتجددة وكفاءة استثمارها وثالثاً البحث في فرص تعزيز التعاون العربي والإفريقي والأوروبي في مجال الطاقة والمشروعات ذات الاهتمام المشترك للدول المشاركة. وأشار السيد الوزير إلى أن المداخلة السورية في المؤتمر ركزت على المحور الثالث وهو التعاون المشترك والمشاريع المشتركة وأهمها خط الغاز العربي، مشيراً إلى عقد عدة لقاءات وخاصة فيما يتعلق باستعجال تنفيذ الأجزاء المتبقية من الخط المذكور، حيث تم عقد لقاء ثلاثي مع وزير البترول المصري والطاقة الأردني وضعنا خلاله خطة عمل تمكن من انجاز جميع الأعمال المتبقية التي تعيق وصول الغاز المصري إلى سورية، متوقعاً انجاز كافة الأعمال قبل نهاية العام الحالي. وأمل السيد الوزير التزام الأطراف المعنية بما اتفق عليه وان يصل الغاز المصري مطلع العام القادم مما يساعدنا على تأمين جزء من احتياجاتنا من مصادر الطاقة. وبيّن العلاو بأننا والأوروبيين نولي هذا المشروع اهتماماً كبيراً لأنه في الأصل يهدف إلى نقل الغاز مستقبلاً من مصر وسورية إلى تركيا وأوروبا، إذ أن الأخيرة بأمس الحاجة لتنويع مصادر طاقتها. ولم يخف الوزير ان حرص أوروبا على تنفيذ هذا المشروع بأسرع وقت ممكن شكل فرصة للطلب من الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي تقديم المساعدة على شكل قروض ميسرة تساعد في انجاز المشروع، لافتاً إلى استكمال الجزء الرئيسي الممتد من الحدود السورية- الأردنية وحتى حمص ويجري الآن التخطيط لإنجاز القسم الأول من الجزء الأخير الممتد من حمص وحتى الحدود التركية (قسم يمتد من حمص لحلب وقسم من حلب إلى الحدود التركية) وحالياً يتم تنفيذ الجزء الأول (من حلب للحدود التركية) بطول /62/ كم، وهذا من شأنه ان يؤمن لنا الربط مع شبكة الغاز التركية ويؤمن نقل الغاز من مصر عبر شبكتنا القائمة والتي تمتد من حقول المنطقة الوسطى وحتى حلب بحيث يصبح هناك إمكانية تبادل الغاز في الاتجاهين. كما وسيتم تنفيذ الجزء المتبقي من حمص الى حلب في حال تطور الكميات القابلة للتصدير، وفي حال تم توقيع اتفاق ما بين مصر وتركيا على استيراد كميات أكبر من الغاز، وهذا كان مشروعنا الرئيسي حسب كلام السيد الوزير. وأشار العلاو إلى أن أسعار النفط ستستمر في الارتفاع، حيث أصبح سعر برميل النفط /100/ دولار وطن المشتقات بـ/1000/ دولار عالمياً، وفي سورية تجاوز برميل النفط الـ/90/ دولاراً وطن المشتقات الـ/800/ دولار، لذلك أصبحت الدراسات تُبنى على أساس ان طن المشتقات قد لا يقل في الفترة القادمة عن /1000/ دولار، وهذا تحد كبير جداً لنا في سورية. وعرض السيد الوزير لعدد من الأمور الهامة التي طرحت في المؤتمر ومنها على سبيل المثال إعلان أوروبا عن خططها فيما يتعلق بالطاقة المتجددة، حيث ستساهم هذه الطاقة وبشكل رئيسي الطاقة الحيوية «البيوفيول» أو الوقود الحيوي وطاقة الرياح والشمسية بما لا يقل عن 20٪ من احتياجات أوروبا للطاقة عام 2020، كما لفت إلى ما تمتلكه أفريقيا من طاقة متجددة هائلة وخاصة الكهرومائية، إذ تقدر الاستطلاعات فيها بأكثر من 230 ألف ميغا واط ولم يستغل سوى 7٪ منها فقط .
جريدة البعث
طباعة المقال
التعليقات متوقفه