الْبِتْرُولُ الْعَرَبِيُّ وَ غَرَائبُ الدُنْيَا السَبْعْ!؟

مع إشراقة فجر اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك حفل بريدي الالكتروني برسائل وطنية – عربية مثيرة، وردتني من أدنى الوطن العربي إلى أعلاه، يمكن اعتبار معظمها ( بلغة علم الالكترونيات ) ” حوامل : carriers ” مباشرة لعواطف وطنية– عربية و إنسانية ” مُجَابِهٌ بَعْضُها ” لرصاص قلمي من جهة، و ” غاضب بعضها الآخر ”

حقاً على زمن مقت البترول العربي الحاكم من جهة أخرى، و إني أراها بطبيعة الحال تجسد تعبيراً صادقاً عن توقد روح الحرية في ضمير الإنسان العربي العتيد. و مع ذلك، يبدو من المفيد هنا تسليط بعض الضوء على حقيقتي ” المجابهة ” و ” الغضب “، و تحديداً لمن وصف رصاص قلمي بأنه: إما هو مجرد ” رصاص مطاطي ” أو ” رصاصٌ معبأٌ بيورانيوم عربي ناضب ” أو بكليهما معاً، أجد من الواجب، قبل صلاة عيد الأضحى المبارك، الإقرار مبدئياً ( مستخدماً تعابير من صلب لغة الالكترونيات ) ” بأن ما يخطه قلمي من آراء طاقية – عربية متواضعة هو كتيار كهربائي شديد أصلاً (!؟) يتحرك فعلاً عبر وَسَطٍ جنوبي مقاومٍ حقاً (!؟)، و ذلك في الوقت الذي يخضع لفعلِ حقول قوى سلطوية متضاربة مؤثرة تحكم الإعلام العربي الراهن، الأمر الذي أخضعها جميعاً، و لم يزل، لمختلف الإرهاصات التي قد يصل بها إلى حدود ” خنقه ” في كثير من الأحيان. لهذا قد نبدو في بعض الأحيان و كأننا راغبون ” بمسايرة ” جوقات المنافقين الذين يملأون صفحات الإعلام العربي بسواد الخزي الذي يكتبون، و الأمر ليس كذلك و حق الله. و تيسيراً على من لم يتمكن من إبداء رأيه بعد، كما سبق و فعل بعض الأخوات و الأخوة القراء الكرام في هذا الصدد، أغتنم تواكب أزمان المناسبات الإسلامية و المسيحية المقدسة مع أزمان المقت التلمودي المتجسدة في ” فورة ” الحقد الشيطاني للمستوطنين الصهاينة، في الخليل و القدس الشريف، على أخوتنا العرب ( مسلمين و مسيحيين ) ، لأوجه رصاص قلمي الطاقي الحق صَوْبَ آخر تكشفات هذه الأزمان. و عليه، و تبسيطاً للأمر، يمكن تصور الوجود الإنساني المعاصر و هو يعاني من صراع تمدنِ / توحشٍ ينتابُ بقاءنا المرير مع ” غرائب سبع ” لم تشهدها البشرية من قبل مثل هزيمة الرأسمالية و انهيار أصولها المادية و العسكرية و المعنوية، إضافة إلى افتضاح أزلامها في عالم الجنوب و قد أخرجوا من جحورهم لصد موجات هذه ” الغرائب ” الغامرة مثل العمل على تغريب القرار البترولي العربي بشكل مطلق من جهة و تهويد الأصول الحضارية – الإسلامية من جهة أخرى و ذلك كما حدث أثناء حضور شخص الشيخ الطنطاوي بين يدي السفاح التلمودي شمعون بيريز أثناء اجتماع الأمم المتحدة الخاص بحوار الأديان في نيويورك مؤخراً. و تبقى ” انتكاسة الذئاب ” هي ” الغريبة السابعة ” الأبرز التي تتكشف الآن مع تداول الأيام بين الناس. فخلال الفترة التي انقضت ما بين سكوت مدافع الحرب العالمية الثانية و حتى اليوم، أنتج رحم الرأسمالية تكاثراً لأبناء إمبراطورية الظلام البترولية، فكان أن شهدت البشرية ” سيادة ” لقطعان الذئاب البشرية الدموية. و القاريء العربي الذي لم يميز بعد هذه السيادة نحيله إلى قراءة التاريخ الإقليمي / الدولي غير البعيد للصراع الإمبريالي المباشر مع الأمة العربية، ما بين إنشاء دولة العصابات الصهيونية في فلسطين و احتلال تحالف الشمال الإمبريالي لبلاد الرافدين. و بالتدقيق المباشر في نتائج هذا الصراع لن يفشل هذا القاريء في التقاط إسم فرد من أسرته أو عشيرته أو بلده سقط شهيداً و هو يصد موجات الصراع الدموية هذه عن أهله و وطنه. و عندما نهضت المقاومة العربية المعاصرة بانتظام متمدن جديد، تمكنت بمنتهى البساطة – و بكثير من الاستشهاد – من حشر الذئاب البترولية في الزاوية، فقاد هذا الحشر المبين إلى حدوث ” الانحسار الكبير: great recession ” الذي أدى إلى ” انهيار: collapse ” البنى الاقتصادية الأمريكية و الأوروبية بدايةً لتنتهى هذه الموجة المتوحشة عند حدود المستوطنين في عالم الجنوب عموماً و الوطن العربي خصوصا. و من يقرأ ” مقابلات ” المسعور من بين قطعان الذئاب هؤلاء، كالرئيس الأمريكي المهزوم جورج والكر بوش، لن ينكر البتة انتصار المقاومة الجنوبية عليهم و من ثم تمييز ” انتكاسة ” مهمة هؤلاء الذئاب. شاهد هذه الغريبة غير بعيد عن أيامنا الجارية الآن، حيث تسجله واقعياً مناسبات و مقابلات إعلامية جديدة عديدة. و في كل يوم تشهد البشرية جمعاء كيف يذرف هذا الذئب التلمودي المسعور دموعه على صحبة الذئاب ” wolf pack ” التي ينتمي إليها، نذكر هنا بعضا منها و ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في: (1) خطابه بكلية وست بوينت العسكرية الأمريكية و الذي أكد فيه على ضلال قرارته الإمبريالية – البترولية، معترفاً بشكل كاريكاتوري مضحكٍ بأنها ” كانت أطول وأكثر صعوبة مما كان متوقعاً في العراق، وبأنها لا تزال صعبة / مستحيلة في أفغانستان، وان نشر الديموقراطية عملية بطيئة (!؟) “، و في: (2) حديثه لمحطة أي بي سي ( ABC News ) في مطلع شهر كانون أول الجاري اعترف فيها، بكل إمكانيات تعبيره الفاشستية، بفقده مع الكثير من عصبة الذئاب – التي ينتمي إليها – من سمعتهم خلال سنوات الحرب الست المنصرمة و حتى اليوم، و كيف ” استهلكت ” حروبه في لبنان و فلسطين و العراق و أفغانستان قوة ” رئاسته “، و بددت تريليونات الدولارات من جيوب دافعي الضرائب الأمريكان، و قتلت الآلاف من أبناء الشعب الأمريكي و ما لا يقل عن مليون عربي، ألا تشكل هذه ” الغريبة ” حافزاً لتوبة أولى النهى في صناع قرار أوبيك و غيرها تمهيدا لإنجاح لقاء وزرائهم في اجتماع الجزائر القريب؟.

الدكتور عدنان مصطفى
وزير النفط و الثروة المعدنية الأسبق ( سورية)
[email protected]


طباعة المقال طباعة المقال

قد يعجبك ايضا

التعليقات متوقفه